ذكريات الإغلاق!

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع تفشي فيروس «كورونا» المستجد، بداية هذا العام 2020، بدأت مصطلحات جديدة تنتشر، ويتم تداولها بكثافة في التقارير الصحافية، وتعليمات الحكومة، وأحاديث الناس، بما فيهم الأطفال وتلاميذ المدارس، كالجائحة، والإغلاق الكامل، والتعليم والعمل عن بعد، والتباعد الاجتماعي.. إلخ، لقد وقف الملايين حول العالم، مصابون بالصدمة، عندما صدرت تعليمات صارمة بعمليات إغلاق واسعة النطاق، شملت ثلاثة أرباع الكرة الأرضية.

اليوم، وبعد أن جثم «كورونا» على مفاصل العالم، علينا أن نقول إن لهذا الزمان الذي نعيشه، بروتوكولاته الصحية ومصطلحاته وسلوكياته، وضروراته الاجتماعية التي اجتاحتنا على غفلة منا، محطمة ذلك الشعور بالأمان، الذي لطالما نعمنا به، فصحونا ذات يوم، مجبرين على العيش في مدن ومنازل وشوارع مغلقة تماماً، تحت ضرورات الحفاظ على صحتنا وحياتنا وحياة الآخرين!

وبدأنا بشكل متزايد، نبحث في محركات البحث عن معنى: الإغلاق، والجائحة، وتاريخ الأوبئة واللقاحات... إلخ، لقد أصيب العالم بالهلع فعلاً، إلى درجة أننا شهدنا في بدايات الوباء جنوحاً عجيباً صوب نظريات نهاية العالم، ونظريات المؤامرة التي بلا حصر، وهناك من روجوا، ولا يزالون، لسيناريو السيطرة على البشر، عبر شرائح تزرع تحت جلودنا.

أن تعود البشرية ثانية للإغلاق التام، فذلك ما لا يتصوره ولا يتمناه أحد، لذلك، تسجل الكثير من الشعوب رفضها، عبر وقفات احتجاجية، معلنة مجدداً تشككها في قصة الوباء نفسه، حتى بعد أن تخطى عدد المصابين حاجز الـ 32 مليوناً، واقتراب الوفيات من حاجز المليون. لا أحد يرغب في الدخول في العزل وكلفته الباهظة، مادياً ونفسياً، بالتأكيد، لكن إذا استمر تفاقم الوباء في تسجيل معدلات ارتفاع متزايدة، كما نتابع، فسيسوقنا «كورونا» لمعازلنا مجدداً!

Email