من يعيش الحياة كما يحب؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل فكر أحدنا في هذا السؤال: أينا يعيش الحياة كما يجب أن تعاش، نحن الكبار أم أولئك الأطفال عديمو النضج والخبرة؟ ولنقارب المغزى من وراء السؤال دعونا نسأل: كيف يعيش الأطفال حياتهم يا تُرى؟ كيف يفكرون في الوقت الذي يمر بهم، والظروف التي تعصف بحياة عائلاتهم؟ وفي المقابل كيف نفكر نحن الكبار في هذه الحياة؟ وكيف نراها ونفكر بها وفيها؟

ولأننا كبار، فنحن نقع دائماً في شرك هذا النوع من الأسئلة في مواجهة الحياة، كأننا لا علاقة لنا بها، أو كأنها موضوع يقع خارجنا، مع أن الحياة هي الوقت والعمر الذي نمضيه ونقضيه فيها، طالما لا نزال على قيدها لم نغادرها بعد! من هذه الأسئلة: هل الحياة جديرة حقاً بأن نعيشها، ونتحمل كل هذا العناء في سبيلها؟

يتحدث كتاب «خزانة الكتب الجميلة» عن هذه الفكرة من خلال عمل جديد للكاتب النرويجي كارل أوفه كناوسجارد، الذي اشتهر بسلسلة السيرة الذاتية التي عنونها بـ«كفاحي»، والتي ترجمت لمعظم اللغات ومنها العربية.

أخيراً، أصدر هذا الروائي كتاباً صغيراً بعنوان «خريف» وجّهه لابنته، قال فيه إنه يحاول من خلاله أن يصف لها كل التفاصيل البسيطة والصغيرة في العالم الخارجي؛ لأنه يريد أن يجعل حياته جديرة بأن يعيشها لأجل هذه الابنة!

نعود مجدداً لسؤالنا: نحن أم الطفل من يعيش الحياة كما يجب؟ في الحقيقة إنه الطفل؛ لأنه يعيشها كما هي، لا يسألها ولا يحاكمها ولا يتذمر منها، كل ما فيها مقبول بالنسبة له؛ الفقر والغنى، البؤس والرفاهية، الحر والبرد.. كلها أمور لا تمنعه من أن ينغرس في قلب الحياة، ممارساً لعبه وضحكه وصخبه بكل طاقته وحواسه

Email