الأخبار حين تكسرنا!

ت + ت - الحجم الطبيعي

سؤال بسيط جداً: كم عدد المواد الإعلامية التي تصلكم كل يوم عبر برامج وصفحات التواصل الاجتماعي؟ لنضع إجاباتكم على الطاولة ولنفحصها معاً، نريد أن نعرف نسبة ما تقرأونه منها لنصل إلى أننا جميعاً لا نتلقى أخباراً تعنينا بقدر ما نتلقى أخباراً تشكل أجندات لجهات لا تعد ولا تحصى حول العالم؟

وإذاً فنحن لسنا سوى مستقبلين سلبيين، علينا أن نجلس بمنتهى الأدب والبلاهة، ونتحول إلى ثقوب ضخمة نبتلع كل ما يرمى إلينا دون سؤال عن تأثيره فينا!!يبدو الأمر متعباً إلى درجة القسوة، فنحن بالنسبة لصانعي المحتوى الإعلامي لسنا سوى أجهزة استقبال، لا أحد يفكر في حالاتنا النفسية، تقلباتنا الشعورية، درجة هشاشتنا في مقابل مستوى الصلابة التي تتطلبها حزم الأخبار التي تلقى في وجوهنا كل لحظة، لا أحد يفكر في قلقنا وتوترنا حين نفتح عيوننا صباحاً متأملين خيراً، فنفتح الجريدة ليعترضنا هذا الخبر (فيروس كورونا يتحول إلى سلالة أشد فتكاً مما هو عليه!)، أو (هجمات أشد فتكاً لكورونا في الطريق إلينا) إلخ..!!

نعم على وسائل الإعلام أن تلاحق آخر مستجدات الأخبار، عليها ألا تتأخر عن الحاصل في بؤرة الحدث الأهم، لكن من قال إن على الإنسان البسيط والعادي الذي لا يعرف كيف ينطق أسماء الفيروسات والأمراض المستجدة بعد، أن يواكب أدق التفاصيل في علم الأوبئة وتطورات الفيروسات؟ نحن جميعنا في هذا الفضاء الكوني الرحب معلقون بخيط من أمل موصول بالله، كي نستمر ونبقى ونقاوم، وليس من الرحمة إطلاق وابل الأخبار المزلزلة طوال النهار في وجوهنا!

يقول درويش (أَمشي خفيفاً لئلّا أكسر هشاشتي. وأمشي ثقيلاً لئلّا أطير) كلنا هذا الشخص الذي لا يريد أن ينكسر بفعل خبر يكسرنا بلامبالاة!

Email