ماذا بعد «كورونا»؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لو أن أياً منكم جلس إلى محركات البحث على شبكة الإنترنت، وكتب (كورونا)، فإن تدفقاً عظيماً من الأخبار سينهمر عليه من كل مكان، عبر وكالات الأنباء، مقالات الصحف ومراكز الأبحاث، وشبكات التواصل، إضافة لتقارير الحكومات والمنظمات الصحية.. إلخ، لكن الأهم من كل ذلك، هو ما يقوله الناس العاديون جداً: الأمهات، الأطفال، المعلمون، الطلاب، الشباب أصحاب الأحلام الغضة!

فما يقوله هؤلاء الملتزمون بالتعليمات، التي تحد حركة تنقلهم خارج بيوتهم، أو أولئك الذين يقبعون في مناطق الحجر الصحي، أو الحجز المنزلي، أو من خلال تلك المقاطع والقصص لأطباء أصيبوا بالفيروس، ما يقوله هؤلاء، تكشّف عن واقع صعب، ومأزق إنساني غير محتمل، يواجهه الإنسان لأول مرة في حياته، بعد أن عبر أزمنة الحروب والأوبئة الكبرى السابقة! إنها الحقيقة التي بات الناس يواجهونها اليوم، مع تفشي خطر هذا الفيروس الخبيث!

ولعل أكثر ما يطرحه الناس اليوم، هو: كيف ستكون الحياة بعد كورونا؟ كيف سيكون شكل العالم والعلاقات، وشكل السلوكيات الإنسانية؟ هل سيمارس الناس حياتهم بنفس القيم والأخلاق والقناعات؟ هل سيعيد الإنسان في كل مكان تفكيره في شكل أحلامه وعلاقاته الاجتماعية، ونظرته لنفسه ولاحتياجاته ورغباته، وللآخرين حوله؟ لا تقولوا بأن كل شيء سيعود كما كان، أو كأن شيئاً لم يكن، فقد عبر الوباء بجانب كل منا، وحلّق بشراسة فوق سماء مدننا جميعاً.

ليس أجمل من حياتي التي كنت أحياها، يقول أحدهم، فرغم كل منغصاتها، إلا أنها أفضل مما صرت أعانيه اليوم. لطالما تمنيت أن تتغير حياتي وأهاجر بعيداً، تقول فتاة أخرى، لكن أول أحلامي اليوم، أن أجلس في صالة منزلي، وأحتضن والدتي بلا خوف!!

Email