الشعور بالمسؤولية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لدي ثقة كبيرة في أن أعداد الناس في المجتمع الذين يشعرون بمسؤوليتهم الفائقة في هذا الظرف العصيب الذي نمر به كما يمر به العالم معنا، أعداد كبيرة، والشعور بالمسؤولية هنا معناه أولاً الإحساس الحقيقي الذي يجعل صاحبه يدرك حجم الكارثة، أبعادها الصحية والاجتماعية والأخلاقية، وطرق التعامل معها، ودوره وسط هذه المعمعة، دوره تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه وسلطات بلاده.

البعد الثاني الذي يظهر مدى شعورنا بالمسؤولية يتمثل في الاستجابة النافذة لتعليمات وتوجيهات السلطات المختصة دون أي تهاون أو تردد أو سخرية، أو محاولة التهرب والعبث، فالأمر بكليته من أوله لآخره لا يحتمل الضحك أو التهاون، لا مزاح مع الخطر، والمرض، وهنا فإن تعليمات الوقاية، تعليمات الالتزام بالحجر المنزلي، التبليغ عن أي حالة مشتبه فيها، المسارعة لأقرب مركز طبي عند الشعور بأي عارض من عوارض المرض.

البعد الثالث المرتبط بشكل وثيق بشعورنا بالمسؤولية الفردية والمجتمعية يتجلى في دورنا ونشاطنا في الإعلام أو على مواقع التواصل، إن في المحتوى الذي ننتجه ونعيد تصديره للقراء وإن في طبيعة وروح ذلك المحتوى، فلنتجنب إشاعة الذعر وترويج الإشاعات.

إن أجهزة الدولة عندنا تدير الأزمة بكفاءة وجهد عاليين، لذلك فمن واجبنا أن نقدر هذا الجهد الهائل الذي تبذله الفرق والكوادر المختلفة على جميع المستويات: الطبية والاقتصادية والأمنية والإدارية و.. إلخ، فلننحني تقديراً لهم بتسهيل مهامهم والالتزام بتوجيهاتهم، ولنكف عن تصدير خطاب الكراهية والتشفي في الآخرين، والحديث عن المرض كعقاب مستحق على الآخرين، فكلنا في عين العاصفة سواء.

إن مسؤولية مواجهة الفيروس والحد من انتشاره تقع علينا أولاً، فلنقم بدورنا ولندع الآخرين يقومون بما عليهم.

 

Email