النجوم والدور المطلوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الأوقات الصعبة التي تمر بها الأسر، الجماعات، المجتمعات، الدول، وكذلك الأمم، فإن الروح الجماعية، روح التكاتف والتعاون والعمل الجمعي، كل على قدر طاقته وإمكاناته، هي ما يمنح دلالة حقيقية على نضج المجتمعات، وتسامي دور المواطنة الحقيقية فينا، حين لا يلتفت الفرد لفرديته، التي لطالما رعاها وتعهدها بالعناية والاهتمام في الأوقات العادية المريحة، هذا الفرد، هو نفسه الذي ينسى تلك الذات، لينظر للجماعة، باعتبارها الأهم والركيزة الجديرة بالتضحية والعمل، حين يحين الوقت لذلك.

ومن طبيعة الناس دائماً، وفي كل مكان، وعلى اختلافات تعليمهم وشرائحهم، ألا يقفوا جميعهم على صف واحد في موضوع التضحية والإيثار، والعمل لأجل الجماعة، لكن عادة ما يبدأ أحدهم لتنتقل العدوى لآخر، ثم آخر، ثم إلى آخرين، ذلك أن الإنسان كائن معروف بالمحاكاة أو التقليد، خاصة حين يبدر السلوك من شخوص معروفين، كالسياسيين ونجوم الفن والأدب والرياضة، ولذلك، يجدر بهؤلاء أن يكونوا طليعة قواد الرأي في الحالات الاستثنائية والصعبة، كالأوقات التي تمر بها البشرية حالياً.

فبدل الاستمرار في الثرثرة الفارغة والصراعات التافهة أو السكوت والسلبية، يجب على نجوم الفن والأدب والثقافة والسوشال ميديا والرياضة، الذين رفعناهم إلى عنان السماء، وتضخموا بأموال الناس البسطاء، وإعجابهم ومحبتهم، أن يقوموا بدورهم الإنساني والحقيقي في هذه الأزمة الكبيرة، بالتوعية والمناشدة والتنبيه، والمساهمة لإنقاذ من يمكن إنقاذه، إذا استدعى الأمر، وذلك لرد جزء بسيط من فضل الناس عليهم.

هذه تحية تقدير للنجم البرتغالي رونالدو، الذي حول فنادقه إلى مستشفيات لعلاج مرضى كورونا مجاناً في بلاده، وتكفل بدفع رواتب الأطباء من ماله الخاص.

 

Email