هل يبدو ذلك تناقضاً؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل سبق أن شعرت بأن علاقتك بإنسان ما قد انتهت فعلاً لكنك غير قادر على اقتلاع مشاعرك الحميمة تجاهه؟ في أحد المشاهد تقول البطلة لصديقها: لقد اكتشفت أنه وغدٌ في نهاية المطاف، لم يعد يعجبني أبداً، لكنني لا زلت أحبه، نظر بتلك النظرة التي توحي بأن صاحبها واقع في معضلة عدم فهم حقيقية! ربما لأن الرجال نادراً ما يتخبطون في مثل هذه المشاعر الملتبسة، وحدها المرأة وهي تغدق على مَن يحيط بها كمّاً من المشاعر المتباينة يمكن أن تختلط الأمور عندها بسهولة.

«أن تبقى على حبك لشخص لم يعد يعجبك لأنك اكتشفت حقيقته، يبدو موقفاً عاطفياً صعباً»، بقدر ما تبدو العبارة متناقضة، لكنك حين تعبر سنوات العمر، وتكتسب ذلك الميراث الثقيل الذي نسميه الخبرة أو التجارب ستكتشف أنها عبارة منطقية جداً تصف الحالة الشعورية بدقة هائلة، دون إنكارٍ لحقيقة المشاعر أو تزييف للموقف الجديد الذي وجدت نفسك فيه.

في الحياة نحن نعجب ببشر كثيرين لأسباب عدة، ونحبهم بناءً على ذلك، ثم تكشف لنا المواقف والتصرفات والاقتراب من أولئك الأشخاص حقائق تجعل منسوب الإعجاب ينخفض يوماً بعد آخر، فتبدأ بالتراجع خطوة للخلف مبتعداً ومفضلاً أن تراه من بعيد كما كنت تفعل من قبل، لكن دون أن يكون موجوداً في حياتك كصديق أو حبيب أو رفيق.

ولطالما تحدث إليَّ عدد من القراء وحتى من أفراد العائلة، عن أشخاص كانوا ينظرون لهم بإعجاب وإكبار وتقدير عال جداً، وفجأة تغير ذلك كله بل وانقلب تماماً، فهؤلاء ليسوا باللطف الذي يقدمون أنفسهم به، كما أنهم ليسوا حقيقيين كما كانوا يتوقعونهم، فهم مدَّعون يستخدمون أقنعة لتغطية تلك الندوب التي تملؤهم، كما أنهم غير قادرين على التواصل الإنساني، لذلك يبقون بعيدين مندسين تحت أقنعة ودروع صلبة تمنع انكشافهم.

ومع معرفتك بكل ذلك فإن إحساساً معقداً سيسيطر عليك حين تجد نفسك غير قادر على تقبلهم كما كنت سابقاً، وفي نفس الوقت غير قادر على محوهم من قلبك والتوقف عن محبتهم.

Email