الإمارات.. العلامة الفارقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقع الإمارات، بصفتها دولة عربية حديثة تنمو بوتيرة غير مسبوقة وبخطى مدروسة جداً، في وسط إقليمي شديد التعقيد سياسياً وأيديولوجياً وتاريخياً، في هذا الإقليم العربي تقع الإمارات، وإليه تنتمي بحكم عروبتها وصلاتها التاريخية، مع ذلك فهي تشكّل علامة فارقة، وبلداً متحققاً بجدارة في شرطه السياسي والتنموي قياساً بالبلدان والدول المحيطة به، فحتى أكثر الدول عراقة وتاريخاً كالعراق خرجت تماماً من سباق المنافسة في كل مجالات التطور والتنمية بحسب المؤشرات العالمية!

في التعليم العالي، تسجّل الإمارات إنجازاً فعلياً بوجود أفضل الجامعات وفق معايير علمية معلنة، أما في مجال تربية الأطفال وتوفير بيئة النبوغ والمهارات لهم، فقد جاء ترتيب الإمارات في المركز الثاني على مستوى الشرق الأوسط، بينما جاءت مصر والجزائر في المراكز (11 و12) على التوالي بينما خرج العراق من التصنيف.

بعيداً عن العواطف الوطنية، فإن هذا التميز تتحدث عنه الأرقام ومراكز الرصد العالمية بكل حيادية، خاصة ونحن اليوم نعقد القمة العالمية للحكومات كواحدة من أهم القمم والاجتماعات على مستوى العالم، وذلك بعد يومين فقط من زيارة تاريخية غير مسبوقة لبابا الكنيسة الكاثوليكية وشيخ الأزهر الشريف وتوقيعهما وثيقة التسامح في أبوظبي!

اقتصادياً تمتلك الإمارات أكثر الصناديق السيادية الاستثمارية قوة، أما سياسياً فتحظى بعلاقات قوية مع جميع دولة العالم، ما جعل جواز السفر الإماراتي الأول عالمياً مع جوازات الدول الأكثر تقدماً، وفي مجال الطاقة المستدامة وأبحاث الفضاء، لدينا مشروعات لا توجد في أي من دول الجوار، لقد رسّخنا بشكل نهائي مبدأ تمكين المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية، وكرّسنا ثقافة التسامح والتعايش بين كل فئات المجتمع، وقد شهد العالم على ذلك.

الإمارات تحقق شروط الدولة المتحضرة القادرة على استيعاب الجميع، حين عجز معظم من حولها في إطفاء حرائق الصراعات الطائفية ومظاهر التردي الكثيرة!

Email