الإنسان حين «يستطيع»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أضافت الإمارات لتاريخها ألقاً جديداً، منجزاً لا يمكن التغاضي عنه أو المرور عليه مرور الكرام، أو قراءته كأي خبر ثم طي الصحيفة وإلقاؤها جانباً، فهذا المنجز لا يحدث بسهولة في تاريخ الأمم ولا حتى بصعوبة! فأن تسجل الأمة نفسها في نادي رواد الفضاء، وأن يستعد اثنان من شبابها لرحلة ستأخذهم إلى محطة الفضاء الدولية، فإن الأمر أبعد من حدود الأحلام، لكنها الإمارات، التي جعلت الحلم بالمستقبل مادة يومية في منهاج حياة أبنائها، واشتغلت بكل جدية لتستحق رفاهها وحاضرها غير ملتفتة لكل المتعطلين وفاقدي بوصلة الحياة والأمل والعمل.

حين يبدأ حلم الآخرين تكون الإمارات قد حققت ما حلمت به البارحة وانطلقت لأحلام لا تخطر على بال أحد، لأن الحلم مشروع، ولأن الإمارات مشروع انبثق من الحلم وامتد عميقاً في تربته وطاول عنان السماء منجزاً حقيقياً نلمسه ونعيشه ونستظل به، وبه نفاخر، وعلى أرضه تلتقي ثقافات العالم بسلام آمنين.

يوم تأسست دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر قبل 47 عاماً، قلنا: الآن أصبح لدينا بيت كبير يكفينا وسيستوعب الجميع معنا وبمنتهى المحبة، ثم صار البيت أكبر، وصار متوحداً وقوياً، فأيقنا أننا في أمان، وأنه من حقنا أن نحلم أكثر، وأكبر، وأبعد: في الاقتصاد والتعليم كما في بناء الإنسان وفي خدمته وتحقيق سعادته، في تمكين المرأة، في إشراك الشباب في بناء وطنهم، في تحصين بوابات الوطن والدفاع عنه ضد الأخطار والمتربصين، في بناء علاقات متلاحمة بين الوطن والمواطن وقيادته ومع الخارج، في الالتفاف حول فكرة الاتحاد: روحاً ومؤسساً وتاريخاً وحياة، في الذهاب إلى مدن المستقبل، إلى الطاقات البديلة واقتصاد المعرفة، واستمرت مشروعية الأحلام وعزيمة تحقيقها بنفوس عظيمة لا تعرف التوقف ولا تؤمن بالعراقيل «نحن نتحدى ونتجاوز العراقيل ولا نقف حين يتوقف الآخرون» هذا هو درس القيادة، درس القائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وحين لم يعد للحلم سقف، امتد بصرنا للفضاء وقلنا إن الإنسان «يستطيع» طالما توافرت له الإمكانات والإمكانيات والإرادة والموارد، فإذا بهزاع المنصوري وسلطان النيادي يسجلان اسميهما كونهما أول بشارات الانطلاق الإماراتي صوب الفضاء، وها هما يخضعان لإعداد مكثف وصعب في محطات فضاء عملاقة استعداداً للذهاب حين يحين وقت الانطلاق.. ذلك كله بدأ من حلم رجل حكيم وخيّر ومحب لبلده وأهله وذي بصيرة نافذة، هذا حلم زايد، وهذا استحقاق شعب يستحق حلمه ويعمل لأجله بكل جهد وحب وإخلاص.

Email