عُلم ويُنفّذ!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في المستويات الإدارية المختلفة، تتسلم الإدارات غالباً تعليمات ورسائل وتعاميم إدارية محددة، لا يملك من يوقع عليها سوى كتابة هذه العبارة المشهورة «عُلم ويُنفّذ» أو «عُلم ويُعمم» دون نقاش أو كلام أو استفسار، ثم تأخذ تلك الورقة طريقها لكل المعنيين بأمر التنفيذ، وهم بدورهم يوقّعون بالعلم سلفاً وبالتنفيذ ضمناً، وأيضاً دون نقاش أو كلام أو استفسار، وسواء كانت تلك التعاميم ذات قيمة أو لا، أو إذا كانت تهم الناس والجمهور أم لا! المهم أن تُنفّذ وينتهي الأمر!

هذه أوامر غير ذكية أساساً، لأنها تشترط فيمن يستقبلها ألّا يفكر مرتين قبل أن يوافق على تنفيذها، إنها تفترض فيه أن يوافق عليها ثم ينفّذها، وهي بذلك شبيهة بالأوامر العسكرية، فالعسكر، وهذه طبيعة مهمتهم، معتادون على الانضباط والتنفيذ دون نقاش، أما في الحياة العامة والإدارية فالأمر يختلف تماماً، هناك مساحة جيدة للإبداع والابتكار والنقاش تصب في مصلحة الجمهور المعني بالخدمة!

هذا الأمر يجعلنا نتوقف عند كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الرجل الذي يقود توجهاً إدارياً خلّاقاً في تغيير وظيفة الحكومة على مستوى المنطقة العربية، انطلاقاً من التوصيف الوظيفي للحكومة، وجعلها قائمة على أساس الإبداع في تقديم الخدمات، وليس على فرضية الإكراه والإلزام بالتنفيذ، أياً كانت تلك الأوامر!

الحكومة المبدعة هي الحكومة التي لا علاقة لها بـ«عُلم ويُنفّذ»، ولكن بـ«أبدع وانطلق»، إنها الحكومة المتطورة التي تناسب إنسان اليوم ومتطلبات الحاضر، لذلك إن أبدعت وتحررت من روتين الصندوق الخانق مضت بقوة إلى الأمام، دون تردد أو خوف، لأنها كسرت الروتين وذهبت إلى الناس، دون أن تنتظر أن يأتوا إليها، هذه الحكومة التي تجرؤ على التحرر من بيروقراطية العقل العربي حكومة مبدعة وسريعة وذكية، تستغل كل تقنيات العصر ولا تنام أبداً.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يطالب حكومات المستقبل المبدعة بأن تعمل 24 ساعة في اليوم، 365 يوماً في السنة، وأن تكون مضيافة، سريعة في معاملاتها، قوية في إجراءاتها، تستجيب بسرعة للمتغيرات، وتبتكر حلولاً لكل التحديات، تسهّل حياة الناس، وتحقق لهم السعادة، وإلا فلا مكان لها في المستقبل!

Email