النصيحة الأخيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن أسرف كثيراً في الحديث عن العميد النصراوي وموقفه المتدهور الذي لا يتناسب مطلقاً مع مكانته واسمه وعراقته، سأحاول أن يكون كلامي قريباً من مفهوم «ما قل ودل»، فقد عاصرت من قبل فريقين كبيرين وهما يهبطان إلى الدرجة الثانية؛ لأنهما في ذلك الوقت أخذتهما الدوامة، فهي عندما تصيبك لا تستطيع الفكاك منها، ومن حسن الطالع أن الوقت لا زال في مصلحة النصر، فنحن لا زلنا في الثلث الأول من المنافسة، وهو لا يزال في المركز الثاني عشر، وعلى الرغم من أنه مركز خطير، إلا أنه على الأقل لا يزال يسبق ناديين يقبعان في مركز الهبوط المباشر.
النصر، لكي لا تصيبه الدوامة، التي لا ترحم صغيراً أو كبيراً عندما تأتي، عليه أولاً أن يغلق أبوابه على نفسه، ولا يعطي أذنيه للمتطوعين بالنصائح وهم يتكاثرون في مثل هذه المواقف، وإذا اعتبرتم كلماتي هذه من تلك النوعية فتقبلوها من منطلق أنها النصيحة الأخيرة.
فالذي يريد الخير لهذا النادي العريق ويريد له الخروج من هذا النفق، عليه أن يتوقف عن النقد الآن، ولو بشكل مؤقت، حتى يقف مرة أخرى على قدميه، فأي فريق كبير يمر بمثل هذه الحالة، يكون في أمسّ الحاجة للمساعدة والأخذ بيده، بدلاً من تجسيد المشكلة، كما يفعل البعض، عندما يصف حالته بأنها لغز كبير يصعب حله.
لن نبحث الآن عن مكمن المشكلة، وهل هي إدارية مزمنة، أم فنية طارئة، دعهم يواجهون الأمر بأنفسهم، مواجهة الشجعان، فالنادي كله في حاجة الآن لاستلهام القوة والثبات والتوحد حتى تمر هذه الأيام، ومن بعدها يدرسون شؤونهم بهدوء وشفافية حتى يعود النصر اسماً على مسمى.
كلمة أخيرة
الدوامة ستذهب لحال سبيلها عندما يتحقق ولو فوز واحد في توقيته، وبالمناسبة فالحل السريع في مثل هذه المواقف، هو الملعب واللاعبون، ولا شيء آخر، شدوا الحيل، ولتكن هي النصيحة الأخيرة.

Email