تساؤلات حول المبادرة الروسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لابد من الإقرار بأن المبادرة الروسية بشأن إعلان دمشق عن ترسانتها الكيماوية تمهيدًا لتدميرها قد توفر منطلقًا مناسبًا للحل السياسي للأزمة السورية، خاصة إذا ما تم دعمها بالإسراع في عقد مؤتمر جنيف - 2، لاسيما بعد إعلان عدة جهات ودول، إضافة إلى السكرتير العام للأمم المتحدة والجامعة العربية، الترحيب بها.

 ما يدعو إلى التفاؤل بإمكانية نجاح هذا الحراك السياسي الدولي الجديد إلى جانب ما سبق، اللقاء الذي عقده وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف في جنيف أمس لبحث تفاصيل تلك المبادرة التي أعطت مؤشرات قوية بعدول إدارة أوباما عن الضربة العسكرية على الأقل في المدى المنظور لاسيما وأن طلب أوباما من الكونجرس بالتأجيل لم يقترن بموعد محدد.

المبادرة الروسية بهذه المواصفات تؤكد من جديد على أن سوريا الأسد تنصت جيدا لنصائح موسكو، وأن هناك مرحلة جديدة في الأزمة السورية بدأت بتلك المبادرة،التي لا يعلم أحد متى تنتهي بالنظر إلى صعوبة هذه المهمة التي تحتاج إلى مئات المفتشين الدوليين وآلاف الجنود. الواضح أن الأمر لن يقف عند حد تسليم الأسلحة الكيميائية،

 ففي واقع الأمر لن تكون هذه المهمة، فيما لوتم إنجازها بالفعل دون محاولات مماطلة من قبل النظام، سوى مدخلاً إلى البحث في الوضع السياسي، وآلياته، وفرقائه، استنادًا إلى الواقع الجيوسياسي والاجتماعي الجديد الذي أفرزته الأزمة بعد أن أثرت بشكل كبير في النسيج الاجتماعي السوري، وبعد أن أوجدت أدوارًا لقوى دولية لم تعد تخفي أهدافها في الحصول على أدوار جديدة في المنطقة على حساب الولايات المتحدة التي أثبتت التطورات الأخيرة أنها فقدت جزءًا كبيرًا من دورها في منطقة كانت تعد حتى عهد قريب إحدى أهم مناطق نفوذها.

هناك - دون شك - تحديات كبيرة تقف أمام (المبادرة) لا تتعلق فقط بإمكانية نجاحها، وإنما أيضًا بما تطرحه من تساؤلات هامة مثل: هل تضمن المبادرة عدم تكرار استخدام السلاح الكيماوي في سوريا أثناء القيام بالمهمة؟، وهل ارتباطها بالسلاح الكيميائي يعطي الضوء الأخضر لسفاح سوريا بشار الأسد لمواصلة ارتكاب نظامه للمذابح التي تتم بالبراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية والمدفعية الثقيلة؟!.
 

Email