نفخر بتجربتنا.. ونعتز بثوابتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكّلت التجربة السعودية التي قامت على أسس العقيدة السمحة، ومنهج الوسطية والاعتدال نموذجًا متفردًا في الجمع بين العروبة والإسلام، والموازنة بين الأصالة والمعاصرة، ورفض التطرف في كل صوره وأشكاله عبر محطات ومراحل ساهمت على مر العقود والسنين في إنجاح وإثراء تلك التجربة وإكسابها المناعة في وجه التحديات التي واجهتها خلال تلك المراحل .

 فقد حافظت المملكة بفضل الله، ثم بحكمة قادتها وتماسك شعبهاعلى أمنها واستقرارها ومكتسباتها، وسط ظروف صعبة من أحداث ومتغيرات وتجاذبات عقدية وفكرية وحزبية بغيضة ظلت تعصف بالمنطقة العربية، وأصبحت تشكل في الوقت الراهن مخاطر حقيقية للأمن القومي العربي،

 وتشغل -في ذات الوقت- بال المملكة ملكًا وحكومة وشعبًا لجهة أن الحرص على وحدة واستقرار دول المنطقة وتماسك وتعاون شعوبها مكون أساس في الثوابت السعودية. وهو ما شكل فحوى الكلمة الضافية التي نقلها سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- للشعب السعودي الأمين.

فالموقف السعودي الحازم والحاسم إزاء ما تعرضت له الشقيقة مصر مؤخرًا من مخاطر وتهديدات حقيقية عندما تكالبت عليها قوى الشر ودعاة الفرقة والانقسام، وكادت أن تنجح في مؤامرتها لتفتيت وحدة الشعب المصري والعبث بأمنه واستقراره، هذا الموقف التاريخي كان له أثره الكبير في تجاوز تلك التهديدات والمخاطر،

 حيث كان للحس الديني والوطني للشعب السعودي وما يتمتع به من وعي وإدراك اجتماعي تجاه الأحداث التي شهدتها الشقيقة مصر عظيم الأثر في إنجاح الدور السعودي في مؤازرة الشقيقة مصر وتجنيبها الانزلاق نحو هاوية التمزق ومخاطر الحرب الأهلية التي كان يخطط لها أعداء مصر وأعداء هذه الأمة.

ستظل المملكة بإذن الله قلعة حصينة في وجه كل من يحاول العبث بأمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها، والتصدي بحزم وصلابة لكل ما يثير الفتنة والانقسام بين أفراد المجتمع الواحد ويقود إلى تعريض مصالح البلاد والعباد للخطر والضياع ويحقق مصالح الأعداء والحاقدين. تلك رسالة المملكة لشعبها وللأشقاء وللعالم كله، وهي رسالة تعكس التجربة والثوابت السعودية في آن معًا.
 

Email