مسؤولية مشتركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شك أن سقوط مئات القتلى والجرحى من أبناء الشقيقة مصر أمس الأول هوحدث مؤلم ومحزن للملايين من محبي مصر خاصة أولئك الذين ترعرعوا في واحاتها الثقافية وشربوا من نيلها الخالد وتعلموا في مدارسها وجامعاتها وعرفوا قدرها حق المعرفة، لاسيما وأن أولئك القتلى والجرحى شملوا جنودًا ورجال شرطة وصحفيين ومصورين وأبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الحدث.

لكن ربما أن أكثر ما يدعوإلى القلق - في خضم هذا الحدث المأساوي الذي كان يمكن تلافيه لولا العناد الذي أبدته جماعة الإخوان المسلمين، وإصرارها على استمرار الاعتصام، وعلى عودة الرئيس المعزول قبل الدخول في أي حوار مع علمها المسبق باستحالة تحقيق هذا المطلب - الاعتداءات الآثمة التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمين على الكنائس المسيحية في صعيد مصر، بما يمكن أن يشكله ذلك من فتنة طائفية تزيد من تمزق النسيج الاجتماعي الذي أصبح المهدد الأكبر لأمن مصر واستقرارها.

 اليوم لم يعد خافيًا أن القوى الباغية التي تتربص السوء والشر بمصر وشعبها، سواءً من الداخل أوالخارج، تسعى بكافة الطرق والوسائل إلى نقل الأزمة السورية إلى مصر والدفع بأرض الكنانة نحوأتون الحرب الأهلية والتقسيم. لكن مصر البلد الذي اختصه الله بذكره في القرآن الكريم فى ثمانية وعشرين موضعا 5 مواضع صريحة والباقي بسيناء أوإشارات لها، والذي باركه الله بخطو أنبيائه ورسله إبراهيم وموسى وهارون وشعيب ويعقوب، ويوسف وإخوته الأسباط، وعيسى عليهم السلام جميعًا، على ترابه الطيب، هذا البلد العربي الإسلامي العريق الشامخ بحضارته الفرعونية والإسلامية شهد عبر تاريخه الطويل الحافل بالإنجازات الحضارية والانتصارات الكبرى تحديات أكبر وأخطر من التحديات الراهنة، واستطاع بعون الله تجاوز كافة المخاطر التي حملتها تلك التحديات، وظل وطنًا موحدًا عتيدًا منذ أن وحده الملك مينا قبل أكثر من خمسة آلاف عام.

 اللهم احم مصر وشعبها وأرضها وجنبها شرور الأشرار ومكائد الحاقدين والمتآمرين، وأعد لها عزها ومجدها وأمنها واستقرارها ووحدتها، وهوالهدف الأكبر والمسؤولية الأعظم التي ينبغي على كافة أحرار مصر الاضطلاع بها دون أي تقاعس أوتفريط.
 

Email