أوباما والأزمة السورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالرغم من أنه من الصعب الركون إلى ما تناقلته الأخبار مؤخرًا حول إمكانية تزويد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المقاتلين السوريين بالأسلحة النوعية بعدما أحجمت عن ذلك خلال العامين الماضيين مخافة وقوع تلك الأسلحة في يد الجماعات الإسلامية المتشددة، وبالتالي إمكانية تكرار الخطأ الأمريكي في أفغانستان والعراق الذي يسعى الرئيس أوباما إلى تجنب الوقوع فيه مرة أخرى، إلا أن التحدث بهذه اللهجة يعتبر في حد ذاته تحولاً جوهريًا في الموقف الأمريكي إزاء الأزمة السورية، بل إن صحيفة واشنطن بوست ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما أكدت بأن مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة أوباما، كشفوا عن أنه على استعداد لمزاوجة إرسال الأسلحة النوعية مع إرسال جنود أميركيين إلى هناك.

هذا التطور في الموقف الأمريكي جاء بعدما تردد مؤخرًا عن استخدام الجيش السوري غاز السارين ضد قوات المعارضة والمدنيين السوريين على نحو ما رصدته جهات إعلامية وعرض على القنوات الفضائية لجرحى تبدو عليهم أعراض الإصابة بهذا الغاز السام، وأيضًا من خلال زيادة عدد المجازر ضد المدنيين وتزايد أعداد اللاجئين في الأردن، وتصاعد التوترات في لبنان والعراق.

ربما أن الدافع الأكبر وراء هذا التحول -إلى جانب ما سبق- هو الثقة التي أولتها واشنطن، بعد الاتصالات مع المعارضة السورية في الآونة الأخيرة لبعض المجموعات المسلحة.

لكن بالرغم من ذلك، فإن مثل هذا القرار الذي لوح به الرئيس أوباما ما زال في طور الدراسة، فيما يبدو أن البت فيه سيتوقف على المباحثات الثنائية المزمع عقدها الشهر المقبل بين الرئيس الأمريكي باراك أوباك ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي سيدور بشكل أساس حول الموضوع السوري.

بيد أن التطور اللافت في الأزمة السورية يتمثل في الزج بحزب الله في صلب تلك الأزمة، بما يعني أن حربًا طائفية قد اشتعلت بالفعل نلمح مظاهرها في هذا التدخل السافر، وأيضًا في تطورات المشهد العراقي بما يجدد المخاوف من امتداد شرارة هذه الحرب لتزيد من وتيرة الاضطرابات التي تسود المنطقة، وهو ما يشكل دافعًا قويًا آخر للإدارة الأمريكية لتسريع إنهاء الأزمة السورية بعد أن أصبحت تشكل التهديد الأكبر للسلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.

 

Email