.. وإسرائيل تستنكر مذبحة (الحولة)!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

 لن يصمت أو ينسى العالم مجزرة الحولة، فالعقوبات وطرد السفراء والتضييق السياسي من قبل الداعمين للنظام السوري روسيا والصين بدأ يأخذ اتجاه الإجماع الدولي حول إزاحة الحكم على الطريقة اليمنية، أو استعمال بدائل موجعة، قد تكون الوسيلة الناجحة..

إسرائيل فاجأت العالم بإدانتها المذبحة، لتضع نفسها دولة قانون وحقوق إنسانية، مع أن إرهابها بدأ مع تفجير فندق داود بالقدس ومجازر دير ياسين وبحر البقر، ثم صبرا وشاتيلا، وقانا واحد واثنين، ثم خُتمت بمذابح وتدمير غزة، قطعاً إسرائيل عاشت في حالة سلام مع نظام الأسد باتفاقات سرية قد تنفضح بعد زواله، لكن الهدف الآخر انها تدرك أن البديل سيكون حكماً سنّياً قد يلتقي مع حكومات مماثلة، تحادّ إسرائيل، وهنا المخاوف، أي ان التعاطف مع الأطفال القتلى مداعبة للشعب السوري وثواره، واستباقاً للأحداث في قراءة أن النظام ساقط بقانون قوة الثورة..

أي طوق يحاصر إسرائيل، بهوية إسلامية، لن يكون بعثياً أو قومياً وناصرياً، وانقلاب الأحداث في المنطقة طرح بُعداً جديداً عند القيادات وراسمي السياسة الإسرائيلية، ومع أن مختلف القوى في دول الربيع دخلت في حوارات مع أمريكا، إلا أن الصورة لا تزال باهتة، كذلك الواقع المستجد في هذه الدول ولّد احتياجات مهمة اقتصادية وأمنية، وصياغة أسلوب حكم يترتب عليه تغييرات استراتيجية، لكن إسرائيل تبقى عنصراً قائماً، لأن الشعب العربي له كلمة تختلف عن سلوكيات الحكام وغيرهم..

سوريا قلبت الأحداث بديمومة ثورتها، والمذبحة التي جعلت البازار الدمشقي يتجه للإضراب حتى تزول دولة الأسد، أخذ دور بازار إيران الذي أسقط الشاه، وعملية أن يأخذ العنف دوره، وتبريره بمتسبب آخر، مراوغة ساذجة، لأن إخفاء الحقيقة لم يعد سهلاً أمام تقنيات العصر، وتواصله السريع، والجريمة عكست حالة اليأس التي بدأت تصور للأسد نهايات القذافي، وزنزانة مبارك، ليتصرف وفق إيقاع من يموت بالتقسيط غير المريح!!

الوضع العربي تداخل بشكل أعمق مع الشأن الدولي، لأن المنطقة استراتيجياً ملتقى قارات، ولأول مرة نجد صراعاً داخل مجلس الأمن غير مؤدلج بانقسام شيوعي، رأسمالي بل تقاسم نفوذ، وقد لا تكون روسيا في ميزان الاتحاد السوفيتي القديم، فهي تبحث عن ملجأ يحررها من استئثار الغرب بكل العالم، وهي التي فقدت عقدها الاقتصادي والسياسي مع دول الاتحاد السوفيتي، فصار البحث عن دول الجغرافيا البعيدة، وخاصة ممن كانوا أنصار حقبة الحرب الباردة هم مركز التوازن مع الغرب، لكن وقوفها مع سلطة مرفوضة شعبياً وعربياً، قد لا يمنحها الخطوة التي تريدها مع سوريا الأخرى..

الغرب لا زال صاحب الأثر والتأثير بعمق علاقاته وقدراته الهائلة في المنطقة، ويبقى الدور الإسرائيلي غير ظاهر، إلا بمناوشاتها مع إيران، لكن، وبالرغم من مكاسبها من نظام الأسد ما بعد حرب ١٩٧٣م، إلا أن زوال الحكم يقطع تحالف دمشق - طهران ويلغي دور حزب الله، ومعادلة المكاسب مع الخسائر، ترى أن الوضع المستجد أكثر نفعاً لها من حكم ساقط بعامل ظرف زمني مستجد ومتوقع في أي لحظة..

 

Email