انتهى المونديال وفازت إسبانيا بكأس العالم في كرة القدم، تماما كما توقع الأخطبوط بول من مقره في أحواض الحياة البحرية في مدينة أوبرهاوزن الألمانية، محققا شهرة عالمية فاقت شهرة نجوم المونديال، وربما المطربة العالمية شاكيرا ذائعة الصيت.
ورغم أن بول البريطاني المولد، اعتبره الألمان خائنا، بعد أن فضل عليهم خصومهم في الكرة وأخرجهم من نهائيات المونديال بلا كأس، وطالبوا بإعدامه، إلا أن بول الموهوب يمكن أن يتحول إلى ثروة قومية تدر على ألمانيا دخلا ينافس صناعة السيارات، خاصة في ظل الأزمة المالية العالمية، عبر إيفاده حسب الطلب لمناطق الأزمات المستعصية، مبعوثا متجولا للتنبؤات والحلول السريعة.
وربما يحقق بذلك لألمانيا نفوذا سياسيا دوليا عبر جهات العالم الأربع، وتفوقا ونفوذا وفوزا ثمينا على الولايات المتحدة، لا يقل عن فوزها على بريطانيا في مونديال جنوب إفريقيا.
فبإمكانه أن ينافس المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي فشلت تنبؤاته بتحقيق تقدم في مفاوضات الفلسطينيين والإسرائيليين.
فمثلا، الاستعانة بالمبعوث بول ستوفر على دول منطقة الشرق الأوسط التي استعصت مشاكلها على الحل، الجهد والوقت والمال، ويريح الخبراء من الدراسات، والساسة من التحالفات، والشعوب من الصبر والعناء وانتظار المجهول..
حيث يمكن الاستعانة بالصديق بول، ليختار وجبته الغذائية من صندوق المصالحة أو الانقسام في فلسطين، حتى يعلم الشعب المظلوم هناك إلى أين يسير؟ أو يمكن الاستعانة به للتصويت في صندوق الانتخابات المؤجلة، ليحسم النتيجة دون انتخابات ويعلن الفائز، حماس أم فتح؟ ويريح الطرفين من كل الحملات الانتخابية والمناكفات السياسية.
أو أن يستشرف مصير الحصار على غزة، أو مستقبل صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. أو يحسم أمر المفاوضات مع إسرائيل، هل هي عبثية أم ضرورية؟ أو على الأقل؛ هل هي مباشرة أم غير مباشرة؟!
ومن فلسطين يمكن نقل الموهوب بول إلى العراق، في حراسة مشددة، للاستعانة به في حل أزمة تشكيل الحكومة هناك، بتحديد من هو رئيس الوزراء الذي سيشكل الحكومة التي طال انتظارها.
نوري المالكي أم إياد علاوي؟ ومن العراق إلى السودان أو المغرب، حيث يمكن تخييره بصندوقي الوحدة أو الانفصال، فتظهر نتيجة الاستفتاء بلا استفتاء.
أو إلى مصر والجزائر والصومال واليمن ولبنان وغيرها، ليتعامل مع كل القضايا كالدستور والفساد والقاعدة والفقر والأمية والطائفية... الخ.
لكن الاستعانة بالمتنبئ بول قد تجد معارضين كثراً، خاصة إذا كانت تنبؤاته انتخابية، فأرجله الثماني التي يستشعر بها، ستمنع أذرع أخطبوط التزوير من العبث بالنتائج، لذلك هناك شعور بالقلق على أمنه في مهمته الشرق الأوسطية، فالخطر على حياته كبير ومتعدد، وقد يداهمه الموت اغتيالا من رافضي تنبؤاته، أو طبيعيا فهو لا يعيش أكثر من ست سنوات، ويقال إن عمره الآن أربع سنوات.
لذلك على المخلصين والمحتاجين إلى بول والمهتمين به والخائفين من ضياع فرصة الاستفادة منه، التحرك واستعجال تدخل ذلك الحيوان الرخوي، الذي تصفه الأبحاث العلمية بأنه محدود الذكاء، لا يجامل، يبحث فقط عن طعامه في صناديق العابثين أمام كاميرات التلفزيون.. والعالم يصدق.
nour@albayan.ae