أخطر من إحياء ذكرى مشؤومة

أخطر من إحياء ذكرى مشؤومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخطاب الإسرائيلي في الذكرى 43 لاحتلال القدس، أول من أمس، لا يقل عن حزام ناسف؛ مصوّب إلى صدر المفاوضات الجارية، لنحرها، حتى قبل إقلاعها. رسالته، مزيج من التحدّي والاستفزاز والإصرار على مواصلة نهب الأرض. لا التزام بوعود وتعهدات، ولا من يحزنون. والحاضر يبلّغ الغائب.

الجانب الفلسطيني يشكو الأمر إلى واشنطن. وهذه ليس في جعبتها، على الأقل حتى اللحظة، أكثر من تهدئة الشاكي، على أساس أن الكلام الإسرائيلي في مثل هذه المناسبات؛ موجّه للاستهلاك المحلي، مع تكرار الوعد بأن تقوم بتحميل المسؤولية للطرف الذي يتسبب في تآكل الثقة المطلوبة.

في حين أن هذه الثقة تعرّضت للطعن منذ اليوم الأول. ولما لم يأت الردع السريع من الإدارة الأميركية، التي قدمت الضمانات بعدم صدور ما يقوّض المفاوضات؛ تمادت إسرائيل في خطابها، بهذه الذكرى، لتقضي على ما تبقى من فرصة التفاوض.

نتنياهو، في كلمته بهذه المناسبة؛ التي تسميها إسرائيل «يوم إعادة توحيد القدس»، يعلن من جديد، عن عزم حكومته على مواصلة بناء الوحدات السكنية في القدس المحتلة. «لا يمكن تحقيق الازدهار في مدينة مقسمة، ولا يمكن تقسيم أو تجميد مدينة مزدهرة»، على حدّ زعمه الخبيث والمخادع.

لعب على الكلمات والألفاظ، لطمس واقع احتلالي فاقع وقائم منذ أكثر من أربعة عقود؛ رفض كل العالم التسليم به. وهو لا يقول ذلك للاستهلاك فقط، بل تعبيراً عن مخطط قيد التنفيذ، ولو بالتدرج والتقسيط. أمين عام الهيئة الإسلامية ؟

المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حسن خاطر؛ كشف عن مخطط إسرائيلي في طريقه إلى التنفيذ، ببناء 12 ألف وحدة استيطانية؛ في أراضي جنوب غرب القدس، من أجل استيعاب 45 ألف مستوطن.

مخطط يرمي لخنق القدس الشرقية، بالمستوطنات المزروعة حوله من كل صوب. ويكتمل هذا التوجه، بالتعديات شبه اليومية؛ التي يقوم بها قطعان المستوطنين ضد المقدسات، والتي كان آخرها يوم الذكرى، حين اقتحم نحو المئة منهم المسجد من بوابة المغاربة. وكالعادة، تحت حماية رجال الشرطة.

نوايا إسرائيل حيال المفاوضات والسلام وإقامة دولة فلسطينية، معروفة. ورسالة خطاب هذه الذكرى، تقرأ من عنوانها. وعلى المعنيين جميعاً التصرف في ضوء مضمونها. وقبل فوات الأوان.

Email