الأنوار - لبنان

هذا هو المطلوب من البلديات

ت + ت - الحجم الطبيعي

إنتهت (السياسة) في الإنتخابات البلدية والإختيارية وحان دور (الإنماء)، فإذا كان الزعماء والقادة والأقطاب قد إستخدموا هذه الإنتخابات لتعزيز خياراتهم السياسية وليقولوا للرأي العام إن هذه الخيارات كانت صائبة، فإنه بعد النتائج آن للناس أن يقولوا للمجالس البلدية:

ترجموا خياراتكم الإنمائية.

لبنان يحتاج إلى كل شيء، ولأن الوحدة المصغَّرة فيه هي القرية أو البلدة، فإن تلبية الحاجات تبدأ منها.

هنا يُفتَرَض بالمسؤولية أن تكون مشتركة، مسؤولية على المجلس البلدي ومسؤولية على الناس:

الأولى لأنه قدَّم برنامجاً إنتخابياً وعليه أن يلتزم به، والثانية لأن الناس إنتخبوا هذا المجلس أو ذاك وعليهم أن يحثوا أعضاءه على العمل لئلا يسقط رهانهم عليه.

نقول هذا الكلام لأن المجالس البلدية أصبحت عملياً (وزارة خدماتية) تُعنى بكل شيء تقريباً:

من الأرصفة إلى الحدائق إلى شبكات الصرف الصحي إلى إنارة الشوارع إلى تنظيم أعمال مولِّدات الكهرباء إلى الزينة في المناسبات إلى رش المبيدات إلى المحافظة على الآثار والتراث عند إعطاء رخص البناء. حين يتحقق هذا الفهم لمهمة المجالس البلدية، يصح الرهان على أن الإنماء صار ممكن التحقُّق.

نحن اليوم أمام نوعين من المجالس البلدية، إذا صحَّ التعبير، بلديات أعيد إنتخابها، وأخرى ضمت مجالس جديدة، في الحال الأولى هناك نوعٌ من تجديد الثقة بالمجالس التي أُعيد إنتخابها والسبب في ذلك يعود إلى إنجازاتها، وهناك أمثلة عديدة على هذه الإنجازات وعلى مَن يقف وراءها وكلها ظاهرة للعيان:

مثالٌ على ذلك المجلس البلدي في الحازمية الذي حوَّلها من مجرد بلدة إلى مدينة على تخوم العاصمة، وباتت تشهد زحفاً عمرانياً هائلاً سواء على مستوى السكن أو المكاتب وحتى مقرات البعثات الديبلوماسية، وكذلك المجلس البلدي في ذوق مكايل التي تحوَّلت إلى بلدة مثالية.

أما المجالس البلدية الجديدة فعليها أن تُثبت جدارتها وأهليتها لتستحق الثقة التي أولاها إياها الناخبون، بدءاً من بلدية العاصمة وصولاً إلى آخر أو أصغر بلدية في لبنان.

هناك ملفٌ آخر على جانبٍ كبير من الأهمية يتعلَّق بدور البلديات في مواكبة المواسم في لبنان، فالعمل في الموسم السياحي يختلف عنه في مواسم أخرى، فماذا أعدَّت البلديات لهذا الموسم الذي بدأت بشائره تظهر؟

ماذا بالنسبة إلى إستقبال السياح وتأمين المستلزمات والخدمات لهم؟

هذا الملف ينطبق على بلديات مناطق الإصطياف من عاليه إلى بحمدون إلى برمانا وبيت مري إلى بعلبك وصيدا وصور وجبيل، كما أنه ينطبق على مناطق المنتجعات السياحية الجبلية والبحرية.

لتترك البلديات السياسة جانباً ولتنهض إلى العمل الإنمائي، فهذا هو دورها.

Email