زويل.. المتحصن بعروبته

زويل.. المتحصن بعروبته

ت + ت - الحجم الطبيعي

في قاعة ضجت بحضور إعلامي عربي لافت لم يجد الكثيرون مقاعد فآثروا الحضور وقوفا على التغيب، كانت كلمة العالم الكبير أحمد زويل الذي اختاره المنتدى الإعلامي العربي لأن يكون الافتتاح الرسمي لفعالياته بكلمته، عرج زويل على محطات كثيرة وتحدث في أمور شتى اختتمها بمقولة رائعة حين قال ما معناه «حينما ينجح أحدنا في مجال ينبغي علينا البحث عن مجالات أخرى ننجح فيها، لا ضرب ذلك النجاح، والبحث عن تفاصيل صغيرة في هذا المشروع الناجح ومحاولة التقليل من نجاحه، فعندما نجحت دبي كان على الآخرين العمل لأن يحققوا نجاحات مماثلة، لا محاولة النيل من نجاحها».

جملة اختصرت عبارات كثيرة، سمعها من كان حاضرا، ومن تابع محاضرة زويل عبر الفضاء، وكأن الرجل وهو المقيم بعيدا متتبع جيد لكل ما يجري في عالمه العربي، متعصب له إلى حد «العنصرية» يحب أن يراه جميلا مشاركا في صنع قرارات عالمية، لا يكتفي باستيراد احتياجاته من الخارج بل يشارك في صناعته.

زويل شد خلال دقائق كلمته الانتباه إلى المنصة، وقدم نقاطا كثيرة جديرة بالاهتمام، وكان عادلا حين طالب بتغيير منهج تعليم الإعلام، بل دعا إلى تطوير التعليم بوجه عام في الوطن العربي، فنسبة الأمية لا تزال مخيفة فيه.

بقي أن نذكر أن أكثر ما شد الحضور إلى العالم أحمد زويل لم يكن علمه الذي يشهد العالم أجمع به، وتشهد «نوبل» على نبوغ ابن النيل، وتشهد المختبرات العلمية في أميركا على عبقرية ابن النيل، لكن ما وقف له الجميع وصفق له مطولا هو تواضع زويل، وارتباطه الجميل بالعرب، وعدم تنصله من جذوره، بل ومتابعته عن كثب لما يدور في الوطن العربي وفضائه.

وما حل بإعلامه من خلال قنوات وصفها بانفلات إعلامي، ولا نختلف معه في هذا، إذ أصبح مع الفضاء المفتوح في وسع من يملك «فلسين» من افتتاح قناة فضائية وترويج ما لديه، وأصبح «الهب» و«الدب» يفتي ويقول يحلل ويحرم كل وفق ما يتفق وأهوائه.

احمد زويل هو فاكهة المنتدى الإعلامي العربي، الذي يعد من غير مبالغة الأول من نوعه، والذي يضم هذا العدد الكبير من إعلاميي العرب قدموا إلى دبي من الشرق والغرب، شمالا وجنوبا، وهو المكان الأوسع الذي يلتقي فيه الإعلاميون وفيه يحضر من كان غائبا ويعود من كان راحلا.

fadheela@albayan.ae

Email