تجربتي مع «البيان» في عيدها الثلاثين د. موزة احمد العبار

تجربتي مع «البيان» في عيدها الثلاثين

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت أتابع وأتصفح «البيان» منذ أول إصدار لها، ثم تواصلت علاقتي بالبيان، إلا أن حرصي على قراءتها كان يتضاعف عندما أجد نفسي بعيدة عن دبي، ولعل بعض زميلاتي في مرحلة الدراسات العليا كن عندما يستبد بهن الحنين إلى أخبار الوطن، يجدن في غرفتي أكداسا من أعداد «البيان» على مكتبي.

إن قراءة «البيان» في بلاد الغربة تنقل جذوة الشوق وتختصر كل المسافات الفاصلة بينك وبين الإمارات، فإذا بك تتجول في شوارع وأحياء دبي، تدخل الوزارات وتتسوق في الجمعيات والمراكز، وتطوف بين المرابع والحدائق والحارات، وتعانق الأصدقاء والأحبة.. كأن «البيان» تطوي الوطن بأسره داخل صفحاتها.

وفي أزمنة لاحقة وسابقة، تعاظمت علاقتي بالبيان، وبدأت تجربتي بالكتابة في «البيان» عبر محاولات متواضعة؛ وكنت على ثقة تامة أن ارتباطي الفكري ب«البيان» وقناعتي بخطها العام ورسالتها المجتمعية، ستقودني إليها. لم يكن حلما، ولكن كان طموحا أن أرتقي السلم صعودا لأعلى، وقد هيأت نفسي لذلك.

كان همي أن أساهم كامرأة ومواطنة، في إيصال صوت المرأة وطرح قضاياها عبر «البيان»، دون إغفال لقضايا المجتمع الإماراتي.

ولا بد أن طبيعة عملي ساعدتني على ذلك، حيث صار حب العمل الاجتماعي يتداخل من مهنتي كمعنية ومهمومة بقضايا المرأة والأسرة والطفل، شأني شأن زميلات عديدات أفسحت لهن «البيان» صفحاتها للكتابة أو التعليق، أي أنها رحبت بنا وأتاحت لنا فرص المساهمة، دون وصاية أو شروط.

ثم دار الزمان دورته، عندما وجدت نفسي خارج الوطن لاستكمال دراساتي العليا، مع أن صلتي ب«البيان» بقيت على ما كانت عليه كقارئة.

أعود للقول؛ إني تابعت الجهود التي بذلتها إدارة الصحيفة لتحديثها وتطويرها شكلاً ومضموناً، فإذا ب«البيان» مع طلائع الألفية تبدو متجددة وأكثر تشويقاً للقراء، إذ تغير شكل الإخراج واكتست الصفحات بعناوين جديدة وكتاب جدد، فتغيرت «البيان» وأصبحت الصحيفة التي لا تخطئها عين.

ولكن شيئا لم يتغير فيها، من حيث المنهاج والرؤية والرسالة التي تميزت بها «البيان» كصحيفة رائدة تعبر عن قضايا الوطن، وتتابع شؤون أبنائه بحكمة واقتدار وشفافية ومصداقية عالية.

وها هي الأيام تتوالى وتتواصل المسيرة التي لم تتوقف يوما.. فقد تعلمنا وتعودنا أن نرى صحيفة «البيان» يومياً، ونطالعها كل صباح، فقد أصبحت «البيان» جزءاً من إيقاع حياتنا اليومية.

ومن هنا، وفي ذكرى ميلادها الثلاثين، يتعين علينا أن نقدم كل الشكر والتقدير للجنود المجهولين الذين يسكبون عصارة وقتهم وجهدهم.. يواصلون العمل ليلاً ونهاراً، لتخرج لنا «البيان» في حلة جديدة يوماً بعد يوم..

وفي الختام؛ عيد ميلاد جديد ل«البيان».. ومزيداً من العطاء المتجدد..

وتحياتي، وتهنئتي ل«البيان» بعيدها الثلاثين..

كاتبة إماراتية

moza@bmig.ae

Email