الدستور - الأردن

الملك إذْ يشدد على إقامة الدولة الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي تشديد جلالة الملك عبدالله الثاني ، على دعم الاردن ومساندته للشعب الفلسطيني الشقيق ، في سعيه الموصول ، للحصول على حقوقه التاريخية والوطنية ، واقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني ، وعاصمتها القدس الشريف ، في سياق نهج الاردن ، وموقفه المبدئي الثابت ، والمستند على قرارات الشرعية الدولية ، ومبادرة السلام العربية ، والتي تدعو الى انسحاب قوات الاحتلال الصهيونية من كافة الاراضي العربية المحتلة عام 1967 ، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، وعاصمتها القدس الشريف ، وعودة اللاجئين.

ان مباحثات قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، والتي تأتي قبل التقاء الرئيس اوباما بالرئيس الفلسطيني ، تؤكد عمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين ، واهمية التنسيق بين القيادتين ، لمصلحة الشعبين الشقيقين ، والامة كلها ، وخاصة في ضوء المصداقية التي يتمتع بها جلالة الملك لدى صناع القرار في امريكا والعالم ، وحرصه الاكيد على انقاذ العملية السلمية من المأزق الذي وصلت اليه بفعل العدوان الاسرائيلي المستمر .

على الشعب الفلسطيني والمتمثل في الاستيطان والتهويد والترانسفير ، ورفض حكومة عصابات الاحتلال للرؤية الامريكية ، بضرورة وقف الاستيطان ، وخاصة في القدس العربية المحتلة ، باعتباره انتهاكا للقانون الدولي ، ومعاهدة جنيف الرابعة ، التي تدعو قوات الاحتلال الى عدم اللجوء الى التغيير الديمغرافي في المناطق المحتلة.

ان دعم ومساندة الاردن وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني للاشقاء الفلسطينيين وتوظيف كافة امكاناته المادية والدبلوماسية لانهاء الاحتلال وانقاذ القدس والاقصى ، تشكل هما اردنيا محليا ، وتمثل المرتبة الاولى في اجندة قائد الوطن وهو يطوف العالم كله من اقصاه الى اقصاه ، لحشد التأييد الدولي لحل الدولتين ، كسبيل وحيد للجم المشروع الصهيوني الاستئصالي.

ومن هنا فاستعراض مسيرة العلاقات الاردنية - الفلسطينية ، يؤكد ان هذا الحمى العربي وبقيادته الهاشمية آثر الفعل على القول ، بدليل المساعدات المادية المستمرة على مدار العام للاهل في الضفة الغربية وقطاع غزة ، الى جانب وجود ثلاثة مستشفيات ميدانية في جنين ورام الله وغزة ، تقدم الخدمات الطبية والعلاجية للاشقاء ، ما اسهم في انقاذ حياة الالوف من المرضى ، بعد اغلاق المعابر.

ان صوت الاردن الشجاع ، وتحذيرات قائد الوطن لعصابات الاحتلال من الممارسات الفاشية ، والاجراءات غير القانونية ، وبالذات في القدس المحتلة ، والتي تشكل خطا احمر ، ومحاولاتهم تدنيس المسجد الاقصى ، وتغيير الطابع الديمغرافي للمدينة ، بتحويلها الى مدينة توراتية باغلبية يهودية ، يؤكد ان هذا الحمى العربي ، ومن وحي شرعيته الدينية والتاريخية ، يعمل سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا ، على لجم هذا العدوان ، وقد نجح بجرأة وحكمة وحنكة جلالة الملك في فضح الممارسات الاسرائيلية العدوانية امام العالم اجمع ، وخطورتها في دفع المنطقة كلها الى شفا الانفجار.

مجمل القول: ان مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، والتي تجيء قبل القمة الامريكية - الفلسطينية ، وقبل التئام المفاوضات التقريبية مع اسرائيل ، تؤكد عمق التنسيق بين البلدين الشقيقين واهميته في هذه المرحلة ، في ظل تفاقم الاخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية ، وفي مقدمتها رفض عصابات الاحتلال الصهيونية الامتثال للشرعية الدولية ، ما يؤكد اهمية بناء موقف عربي جماعي كما دعا جلالة الملك اكثر من مرة ، للتصدي للمشروع الصهيوني الاستئصالي ، الذي يشكل خطرا مصيريا على الامة كلها.

Email