الإعلام الرياضي في الخليج إلى أين؟

الإعلام الرياضي في الخليج إلى أين؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تخف على الجماهير الرياضية المعارك التي دارت بين أحد الأندية الإماراتية والسعودية في بطولة دوري الخليج على خلفية إحدى المباريات، وما ترتب عليها من أخطاء وتجاوزات لا يمكن أن نبرئ منها أياً من الأطراف، لاسيما وأن تلك الأحداث تجاوزت كل الأعراف الاجتماعية والإنسانية والرياضية.

فأفقدت هذه الرياضة اعتبارها أمام محبيها، وحولت ساحات الملاعب لتبادل الشتائم والضرب والاعتداءات على الآخرين، متناسين روابط أهم وأقوى تجمع بين المتواجدين في تلك الملاعب.

ليست هي المرة الأولى التي تنشب فيها معارك من هذا النوع بين الأندية والمنتخبات الخليجية، وإن لم نكن مبالغين فإن الأمور أصبحت تزداد سوءاً عاماً بعد عام، نتيجة الإعلام الرياضي الذي أصبح قائد هذه المعارك والمحرك للأطراف فيها، بدل نهوضه بحل تلك النزاعات والارتقاء باللاعبين والجمهور؛ الذي يتحمس لدرجة يفقد فيها عقله واتزانه، ويزج بدولته في قضايا أمنية وأخلاقية لا يفترض أن تكون المباريات مسببة لها.

الإعلام الرياضي الذي يقوده أبناء الخليج، أو من يعمل في المؤسسات الخليجية من إخواننا العرب، أصبح يدير برامج حوارية لا تعالج المشكلات التي تظهر بعد تلك المباريات ولا تعمد إلى الارتقاء بالفهم والذوق، بل إنها تكمل معارك المباريات في استوديوهات يشاهدها ملايين الجماهير من المتابعين للقنوات الفضائية، دون أن نعرف هدفاً أو سبباً يدفع في هذا الاتجاه.

فالإعلام له أدواره التي تنير وترتقي بمستوى التوعية، وله أدواره في نقل رسالة سامية للمجتمع ونقل صور الفعاليات والأحداث دون مبالغة وبحيادية، وهو الأمر الذي لا يمكن أن ينطبق على بعض ناقلي تلك المعارك إلى الاستوديوهات.

لا نبالغ في تحاملنا على البرامج الرياضية، لكنها الحقيقة والواقع المؤسف الذي بات عليه بعض إعلامنا الخليجي، الذي صار يضخم من الخلافات الطبيعية بين الأندية، ويبرزها بالصوت والصورة على فضائيات أصبح جمهورها ينظر إلى دول الخليج على أنها ساحات آمنة سياسياً، لكنها ملتهبة رياضياً.

ويوم لم تكن لدى دول الخليج في السنوات الماضية هذه القنوات الرياضية أو البرامج الحوارية، فأي من تلك المعارك لم تكن موجودة أيضاً، إذ تنتهي حلقاتها بنهاية المباريات والدقائق التالية لها، ولم تكن تخرج للعلن وبهذه الصورة المبتذلة المسيئة للرياضة بشكل عام، وللشعوب الخليجية وعلاقاتها بشكل خاص.

ما يدعونا للتساؤل؛ هل هذا هو المطلوب من الرياضة؟ وهل تلك الأدوار هي المتوقعة من الإعلام الرياضي؟ وهل السياسة التي وحدت أبناء الخليج لن تتمكن من ضبط رياضة قد تفرق بينهم؟

maysaghadeer@yahoo.com

Email