البيوتوكنولوجيا ومقاومة التجفف.. د. معمر الفار

البيوتوكنولوجيا ومقاومة التجفف..

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح التصحر خطراً على أكثر من مليار نسمة، والسؤال: كيف يمكن تحويل الصحاري إلى واحات؟. وكيف يمكن أن نتعامل مع مشكلة التصحر؟. حيث يؤدي تلف المزروعات وتردي التربة، حتماً إلى قحط كارثي، وإلى التصحر والمجاعة والفقر والأمراض. مشكلة التصحر باتت بادية للعيان، من أوائل سبعينات القرن العشرين، بعد الجفاف المرعب في منطقة الساحل في إفريقيا.

نسبة المناطق الجافة والقاحلة 41 % من مساحة اليابسة. والمناطق الجافة موجودة في أكثر من 110 دول. في روسيا الاتحادية مثلاً، فهي تتجاوز مساحة فرنسا كلها، وتمتد بشكل حزام، يبدأ من سهوب الفولغا، حتى ما وراء البايكال. وتتعرض لأكبر قدر من التصحر، المناطق الروسية المتاخمة لبحيرة قزوين «الكاسبيسكي»، مثل كالميكيا ومحافظة آستراخان، وجمهورية داغستان الإسلامية.

ومما يزيد في تعقيد المشكلة أن أكبر نسبة لتكاثر السكان سجلت في مناطق الجفاف، على الرغم من أن هذه الأماكن، ليس فيها سوى أدنى مستوى لتأمين احتياطات التكاثر على هذا النحو.

التصحر سببه النشاط غير الصحيح بشكل دائم للإنسان. أي بنتيجة تحميل الأرض أكثر من قدرتها. وقطع أشجار الغابات. وكذلك الفلاحة الخاطئة للأراضي. وشق الطرقات، وإلى ما هنالك. فكل هذا يؤدي، إلى تغيير في المناخ المحلي. وهذا يؤثر في المناخ العام، كما يسيء إلى الوسط المحيط المنطقي والمحلي. من أجل هذا تشكل الأحزمة الخضراء، ويستعمل الري الجزئي لهذه الأراضي. فتحفر القنوات المناسبة. وتستخدم أدوات الري.

الزراعة في مناطق الجفاف، غير ممكنة إلا بالإرواء. لذا نجد على التربة هنا شبكة متشعبة من قنوات الري. اعتباراً من عام 1960. تضاعف استهلاك المياه من الأنهار والبحيرات، لتلبية حاجات الصناعة والزراعة. كما تضاعفت كمية الآزوت والفوسفور، نتيجة لاستخدام الأسمدة. وكثيراً ما يؤدي فائض الإرواء، إلى جعل الأملاح المخفية في العمق. تطفو على السطح. فتجعل التربة غير صالحة للفلاحة.

فالملوحة اجتاحت ملايين الأراضي من الإرواء. والري السائد، أن بعض الحضارات القديمة. في وادي الرافدين وآسيا الوسطى مثلا. هلكت لأسباب متعددة. منها الملوحة الكارثية في الأراضي الزراعية.

يتوقع العلماء في العام 2025. أن ثلثي الأراضي الزراعية في إفريقيا. وثلث تلك الأراضي في آسيا. وخمسها في أميركا الجنوبية لن تكون صالحة للزراعة، حيث إن الصحارى ستقهر الأرض ببطء وعناد، وسيقتضي الأمر ترحيل 135 مليون نسمة إلى أماكن أخرى. هذه العملية تضاهي إخلاء فرنسا وألمانيا من سكانهما بالكامل. وتهدد أكبر المخاطر أطراف الصحاري الشهيرة. مثل الصحراء الكبرى، وصحراء غوبي.

لكن حسب اعتقاد الخبراء، كل شيء مرتبط بالإنسان ونشاطه الحكيم على الأرض. فإذا كان سيستخدم بحكمة، ما وهبته إياه الطبيعة. فهذه الكارثة لن تحدث طبعاً. مع أننا نعيش في وقت أصبحت فيه الظواهر الطبيعية الغريبة ممكنة. ومثال على ذلك، التصحر الحاصل اليوم. ولكن مع ذلك، فإن علم الإرشاد فقط، ابتداءً من المزارع وحتى المنظمات الحكومية، يسطيع حل هذه المشكلة.

أما بالنسبة لخصوصية المناطق الجافة والقاحلة، فيجب على المعنيين وعلى مستوى الدولة وضع سجل كامل لاستخدام الموارد المائية والثروة الترابية، أي سجل لتحسين هذه الأراضي. ويجب أن يحتوي هذا السجل على معلومات مفصلة حول العمليات الفيزيائية والكيميائية الحاصلة في هذه التربة.

إن العالم اليوم، يسير على طريق إيجاد أصناف جديدة، بما ذلك علم البيئة والبيوتوكنولوجيا. حيث يقولون إنهم، يحلون مشكلة مقاومة التجفف ومقامة الملوحة أيضاً. فاختيار المزروعات المناسبة والأصناف المناسبة والتقنيات المتطورة في الاستخدام والري. يعتبر الاتجاه الرئيسي في محاربة التصحر. ووضع هذه الأراضي في خدمة الزراعة والإنسان.

البيوتوكنولوجيا هي حقيقة واقعة. وفي وقتنا الحاضر 88 مليون هكتار. تزرع بالأصناف المحسنة، أو، المغيرة وراثياً. مثل السورغو والقطن والقمح والبطاطا وغيرها.

المشكلة ليست هنا. دائماً يطرح سؤال، حول مدى خطورة هذه المنتجات. ففي دول كثيرة توجد قوانين، تحد من انتشار هذه المنتجات. ولكن حتى الآن لا توجد حقائق علمية للتأثير السلبي لهذه المنتجات المغيرة وراثياً، أو النباتات المحسنة. مع أنه يوجد دائماً خطر محدود. فنحن لا نعرف ماذا سيحصل في المستقبل البعيد.

وبما أن هذه التجارب، تستغرق أعواماً كثيرة، فيوجد خطر محدود، ويجب أخذ الاحتياط، وهو قرار كل إنسان، فمن يرد استخدام المنتجات المغيرة وراثياً فليستخدمها. وإذا لم ترد ذلك، يجب أن تدفع أكثر. فكل شيء جديد، يجد صعوبة في الانتشار في البداية. ومؤكد أن العلم سيحل هذه المشاكل.

albayan.moscow@mail.ru

Email