الشرق - قطر

الأمير والبشير : حكمة القيادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعكس المباحثات التي أجراها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مع أخيه فخامة الرئيس عمر البشير، اهتمام دولة قطر بما يجري في السودان من تطورات، وحرصها على نجاح مفاوضات "سلام دارفور" بما يحقق الوئام والاستقرار، والقضايا ذات الاهتمام المشترك في المحيطين العربي والدولي كانت في صلب المباحثات، والتشاور بين الدوحة والخرطوم مستمر ومهم، فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية التي تشهد تناميا في كافة المجالات.

الدوحة ظلت وستظل وفية تجاه قضايا الامة العربية، وتسعى بكل ما اوتيت من حكمة وبصيرة الى بذل الجهود المخلصة لدعم تلك القضايا، وحل الخلافات، وابتدار وساطات تكلل دائما بالنجاح، وهذا انطلاقا من حرصها على السلم والامن، حتى تنعم الشعوب بالسلام.

وقفت الدوحة مع الخرطوم، ومدت يد العون بلا من ولا اذى، واسهمت دبلوماسيتها النشطة في إطفاء بؤر التوتر، وتطبيع العلاقات بين السودان وجواره، وتبدى ذلك في تحسين العلاقات مع اسمرا، ورفدها بمشاريع تعود بالنفع على البلدين، كما نهضت بدور كبير تجاه اعادة المياه الى مجاريها بين الخرطوم وانجمينا، وذلك في إطار وساطتها المشتركة مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي، لحل ازمة دارفور من خلال الحوار،وهذا يتطلب حسن الجوار،لان مايجري في دارفور يؤثر، والاستقرار في جوار السودان الغربي مطلوب لإرساء دعائم السلام.

تواجه السودان تحديات عدة، واستحقاقات حان وقتها، ومنها انجاز سلام دارفور في الدوحة، وهذا يتطلب انخراط الجميع بنية صادقة وارادة قوية، كما ان الانتخابات المقبلة في ابريل، تفرض واقعا جديدا، وسبيل الى سلمية المشاركة، وعلى الجميع وخاصة اطراف مفاوضات سلام دارفور، ان يضعوا في اعتبارهم تلك التحديات والاستحقاقات،لان بقاء الازمة بلا حل ليس من المصلحة، وعلى الجميع الاستجابة لمبادرة قطر المخلصة.

والتحديات الخارجية، ومن بينها المحكمة الجنائية، تتطلب من السودانيين جميعا، الحكمة في التعامل، والاتجاه نحو سودنة الحلول لكافة القضايا، والتوافق والتراضي على ما يجنب ارض النيلين كل ما يؤثر في استقرارها ووحدتها ترابا وبشرا.

Email