ثوابتنا لا تقبل المساس

ثوابتنا لا تقبل المساس

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أدري ما هو المسوغ المنطقي الذي جعل البعض يربط بين اغتيال القيادي في حماس محمود عبدالرءوف المبحوح، واجتماعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «ايرينا»، مع شاسع ظاهر بين الأمرين، مما يستوجب توضيحاً لابد منه، حتى لا يغرق هذا البعض في تفسيرات وتحليلات، بل وفزلكات لا تمت إلى الواقع بما يناسبه، كما أنها تسير بالأحداث على غير هدى، مما تترتب عليه عثرات في المستقبل الكل في غنى عنها.

التأكيد الأول في هذا الأمر هو أن قرار استضافة الإمارات لوكالة «ايرينا»، إنما هو قرار سيادي يخص الدولة، ولا يستطيع أحد منازعتها فيه، وهذه السيادة هي مناط اتخاذ القرارات التي تراها مناسبة، وفقاً للخطط التنموية التي وضعتها، وتكفي الإشارة هنا إلى حجم هذه الوكالة وطبيعة الطموحات العلمية المستقبلية المنوطة بها لخير البشرية كلها، مما جعل الدولة تبذل الدولة جهداً مستحقاً لكي تفوز باستضافتها.

التأكيد الثاني هو أن أجهزة الأمن والشرطة في دولة الإمارات تمتلك من الكفاءة والمهنية ما تستطيع به كشف المتورطين في جريمة اغتيال المبحوح، بل والإعلان عن التفاصيل والخطوات المقبلة بكل شفافية، ودون خوف أو مواربة في التعامل مع مفردات الحدث ونتائجه، مع الإشارة أن حركة حماس لم تبلغ الأجهزة المختصة في الإمارات بهوية المغدور، ولم تطلب منها توفير الحماية له، إلى جانب انه دخل إلى الدولة بجواز سفر خلا من اسم العائلة.

وهنا يجب أن يوجه اللوم إلى حركة حماس التي تعرف أكثر من غيرها دور عناصرها وأهميتهم الحركية، ومن ثم أهمية توفير السبل الدبلوماسية والأمنية المناسبة لحمايتهم، أما أن يتطرق الحديث إلى تقصير من أجهزة الدولة فهذا تصرف يصب في خانة تحميل المسؤولية للآخرين.

إن دولة الإمارات وبفضل سياساتها الاقتصادية والتنموية الرائدة أصبحت بؤرة جذب للباحثين عن فرص الاستثمار، حيث كل شيء يستوجبه الظرف الاقتصادي متوفر في ظل تغطية أمنية عالية المستوى.

التأكيد الثالث أننا في دولة الإمارات لسنا في حاجة إلى من يذكرنا بثوابتنا تجاه القضية الفلسطينية، ولا نريد الحديث في هذا الأمر نظراً لوضوحه كشمس رابعة النهار، وأن شاهدنا فيه هو الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

كنا نتمنى من محمود الزهار أن يقول خيراً في هذا الأمر أو أن يصمت.

talib99@emirates.net.ae

Email