لا يخفى على أي منا كيف بات التعليم اليوم من أكبر التحديات التي تواجه الحكومات في العالم، وتكمن هذه التحديات في المتطلبات البشرية والمالية التي تحتاجها المؤسسات التعليمية وما تطرحه من برامج وما تستعين به من كفاءات أو تضمه من طلاب في فصولها الدراسية.
فهذه المتطلبات التي تحتاجها المؤسسات تأتي لحاجة أكبر للنهوض بالتعليم ومخرجاته، وبالتالي الارتقاء بمؤسسات المجتمع وأدائها الذي يأتي نتيجة جودة التعليم ومخرجاته.
إذا كان التعليم اليوم عبئا على الحكومات في الدول متقدمة كانت أو تطمح للتقدم رغم الميزانيات الضخمة التي تمتلكها والتي تخصص جزءا كبيرا منها للتعليم، بل وتتحمل مسؤولية ضمانه لكل فرد من أفراد المجتمع، وإذا كان هذا التعليم هو المعيار الذي يقاس به تقدم الأمم وتأخرها في التنمية البشرية.
فلنا أن نتخيل التحديات التي تواجه مبادرات التعليم التي تحمل فيها أفراد من المجتمع مسؤولية إدارة وتمويل مؤسسات تعليمية غير ربحية، وضعوا لها أهدافا للاهتمام بطلاب وطالبات لم تتوافر لهم فرص التعليم في باقي المؤسسات الحكومية أو الخاصة لظروف أكاديمية كانخفاض نسبهم المئوية بعد التخرج.
أو ظروف مادية أو اجتماعية، فعملت هذه المؤسسات جنبا إلى جنب مع المؤسسات الحكومية والخاصة وقدمت دعمها لطلاب تخرجوا وآخرين مازالوا على مقاعد الدراسة متحملة الأعباء المالية التي تتطلبها لتستمر في تحقيق أهدافها رغم كل التحديات، وأمثال هذه المؤسسات غير الربحية موجود لدينا في الإمارات، وقد أسسها رجال أعمال إماراتيون مازالوا صامدين في وجه الظروف المادية والبشرية من أجل تسليح الخريجين بالعلم.
ونظرا لطبيعة المرحلة الحالية وما تشهده من تحديات اقتصادية ومالية، نخشى أن تعجز هذه المؤسسات التعليمية الخيرية عن مواصلة جهودها في دعم العلم والمتعلمين، لذا فإن ما نطالب به وما نتأمله هو أن تحظى هذه المؤسسات بدعم آخرين أو مؤسسات حكومية تضمن استمرار هؤلاء المبادرين في دعم التعليم، لأن في هذا الدعم دعم للمجتمع ومؤسساته التي ستسعد بخريجين متعلمين ننأى بهم عن الفراغ والإحباط والجهل الذي لا تحمد عقباه.
الدعم المالي مطلوب وله أشكال متعددة كوقف بناة لصالح هذه المؤسسات، أو تبني دفع رواتب عدد من الكوادر التعليمية والفنية، أو أي أشكال أخرى لاشك أنها ستدعم مؤسسي تلك المدارس والكليات دون تركها تقف في وجه الريح بمفردها لحين تقع وتخسر ما حققته في سنوات، ويخسر المجتمع من جانب آخر حاجات كانت ومازالت على أتم الاستعداد لدعمه بها.
