دبي دار الحي «اللي اييها شيبه يسير منها صبي».. دبي دانة الدنيا.. دبي فينيسيا الخليج.. دبي لؤلؤة الخليج.. دبي مدينة المهرجانات.. دبي مدينة العالم.. دبي مدينة المؤتمرات.. ألقاب عديدة تتميز بها دبي منذ قديم الزمان، وما زالت تحصد المزيد من الألقاب وسوف تظل تتميز بها يوماً بعد يوم.

ولم يأت هذا التميز من فراغ، بل يمتد مع تاريخ دبي الحافل بالإنجازات، والذي تميز أكثر بحكم آل مكتوم عبر السنين، وسوف يحافظ على هذه المكانة والألقاب، وستبقى دبي مركزاً للتجارة بفضل ما تتمتع به من مقومات تؤهلها لتكون مقراَ لجذب المال والأعمال والاستثمارات بعيدة المدى، لكل من يبحث عن استثمار آمن في عالم مليء بالتحديات.

من مقولة «دبي دار الحي» نستشف أنها أطلقت على دبي عندما شعر الجميع بأنها فعلاً دارٌ للحي، حيث منذ أن يصل الزائر، سواء في قديم الزمان أو الآن، يجد الحركة والحياة تدب في أواصر كل شبر من أراضي دبي، وبأنها ارض خصبة لتنمية المال والتجارة والأعمال، ومركز لإعادة التصدير وسوق يزخر بكل ما يحتاج له الفرد في حياته.

وكانت دبي عامرة بحركات السفن التجارية التي تجلب البضائع من سواحل أفريقيا والخليج العربي وخليج عمان، ومن سواحل إيران والهند والصين. وقد وصل بعض السفن القادمة من أوروبا وأميركا مروراً برأس الرجاء الصالح..

هذه الحركة أعطت لدبي الصبغة التجارية منذ القدم، وجعلت أهل دبي قادرين على استيعاب كل من يصلهم ويتاجر على أرضهم، دون الالتفات إلى العرق أو اللون أو الجنس، وانطلاقاً من هذه السمعة التي انفردت بها مع الأيام ومن تطور مقومات الحياة المتلاحقة، واكبت دبي هذه الوتيرة السريعة بسرعتها ولم تقف عند حد، بل عززت من استرتيجيتها بعيدة المدى التي تميزت بها منذ بدايات القرن الماضي.

واستطاع حكامها خلال فترة قصيرة إدخال كل ما يعين على هذا التطور، وتجديده كلما احتاج الأمر لتحسين أوضاع سكان المنطقة والاهتمام بالعنصر البشري وتأهيله صحياً وتعليماً، ليكون خير معين لبناء الوطن والمشاركة في وضع أسس التنمية الحضارية المستدامة لهم ولأجيالهم المقبلة.

هذه الرؤية تبلورت مع الأيام وأصبح لها كيان بعد تأسيس اتحاد الإمارات العربية المتحدة، فسعت دبي لترجمة أفكار الاتحاد إلى واقع ملموس انطلاقا من منظومة الاتحاد، فأخذت تتمتع مع الأيام ببيئة جذب للصناعة والاستثمار والسياحة، وأصبحت مركزاً للمال والأعمال، ونجحت في تنظيم ابرز المهرجانات العالمية والمؤتمرات وتكونت الأرض الخصبة التي تولدت معها الخبرة والسمعة العالمية في الاستضافة وحسن التنظيم لأية فعالية مهما كان حجمها أو علا شأنها.

من المؤكد نتيجة لهذه المسيرة الناجحة لإمارة صغيرة تتمتع بكيان سياسي كبير ولها إمكانيات ضخمة وكونت لها رصيدا هائلا من الانجازات وسمعة فاقت الحدود، فسوف تتعرض لانتقادات تتصيد بعض الهفوات والسلبيات الناتجة عن الممارسات العملية والطبيعية التي قد تحدث في أي وقت، وهذا ما تعرض له جميع دول العالم على مر الزمن، فمن الطبيعي إثر هذه الأزمة المالية العالمية التي طالت الجميع دون استثناء، أن تتأثر دبي أو غيرها، ولا يحتاج ذلك إلى مبرر ولا يختلف اثنان على هذا.

لكن الذي نختلف عليه هو ما تتعرض له دبي من هجمات إعلامية وشائعات مغرضة، هدفها النيل منها والانتقام من نجاحها، من بعض من الحاسدين الذين هم من أوائل من تمتع بقصة نجاح دبي واستفاد منها.

عندما بدأ مركب آل مكتوم في رحلة قيادة دبي، وضع نصب عينيه تسخير كافة إمكانات العيش الكريم وتوفير سبل الراحة للمواطن والقادم الزائر والباحث عن فرصة عمل، والتاجر والسائح وطالب العلم، وكل من يبحث عن الأمن والأمان ويبحث عن بيئة خصبة توفر له ما يبحث عنه، وتعطي الآخرين الدافع للقدوم لدبي والعيش فيها، ولن يتخلى آل مكتوم عن هذه المبادئ.

ومهما تعرضت دبي لأزمات أو انتقادات، فستبقى دبي، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأنه لا ترمى بالحجر إلا الشجرة المثمرة.. وصف بليغ لعبارة أراد بها صاحب السمو الشيخ محمد أن يعطي الجميع دافعا بأنه لو لم تكن دبي مثمرة، فلن يتأثر بها أحد ولن يلتفت إليها.

لذا ومن هذه الرحلة الناجحة لإمارة كافحت ونجحت ووصلت إلى العالمية، واجبنا نحن أهلها أن نؤكد أن دبي ستبقى أبدا هي «دار الحي».

كاتبة إماراتية

an.artist1988@hotmail.com