خط مباشر

أوباما والعرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجل.. مع اقتراب اليوم الموعود ـ الرابع من نوفمبر ـ في الولايات المتحدة، يزداد فارق النقاط في استطلاعات الرأي بين باراك أوباما وجون ماكين لصالح المرشح «الديمقراطي».

لكن لماذا يغتبط بعض الإعلاميين العرب؟ إنهم في سياق تفاؤلهم بأن أوباما سيكون الفائز فإنهم يستبشرون خيراً ويبشرون العرب أجمعين بأن دخول البيت الأبيض صار متاحاً لطراز جديد من الرئاسة الأميركية متحرر تماماً من التحيُّز العنيد لإسرائيل والحركة اليهودية الأميركية.

الفارق بين أجندة أوباما وأجندة ماكين في بعض القضايا الخارجية (أو الداخلية) قد لا يبدو واضحاً من الوهلة الأولى (رغم أن الاختلافات ليست جوهرية في كل الأحوال) لكن التطابق الكامل بين موقفي المرشحين تجاه الصراع العربي ـ الإسرائيلي تحديداً وحصراً أوضح من الشمس. وكلاهما موقفان معلنان صراحة.

موقف أوباما يتلخص في الآتي: التزام الولايات المتحدة الكامل مع إسرائيل غير قابل للتفاوض، ينبغي أن تبقى القدس عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل. وينبغي عزل «حماس» و«حزب الله» طالما لم يتخليا عن «الإرهاب» (أي المقاومة) ولم يعترفا بحق إسرائيل في الوجود.

ورغم أن أوباما يؤيد قيام دولة فلسطينية إلا أنه يؤيد في الوقت نفسه بقاء المستوطنات اليهودية على أراضي الضفة الغربية ما يتعذر معه عملياً قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة على أرضها. موقف ماكين يتلخص في نقطتين رئيسيتين: مضاعفة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وعزل «حماس» و«حزب الله» وسوريا.

الموقفان لا يتطابقان فقط بين بعضهما بعضاً، بل إن كلاهما يتطابقان أيضاً مع «الثوابت» الإسرائيلية. إذن لماذا الاستبشار والتبشير من قِبل قسم من الإعلاميين العرب؟

سوء النية لا يمكن أن يُستبعد في هذه الحالة، في وزارة الخارجية الأميركية قسم يُطلق عليه «مكتب الدبلوماسية الشعبية» تنحصر مهمته في تجنيد إعلاميين عرب لتقديم مواد إعلامية إلى جمهرة المشاهدين والمستمعين والقراء في العالم العربي بغرض التضليل العمد بما يتلاءم مع غايات الاستراتيجية العالمية الأميركية.

وفي ما يتعلق بأمر التبشير العمد بالمرشح الرئاسي الأميركي فإن مضمون الرسالة الإعلامية هو: اطمئنوا أيها الفلسطينيون والعرب، فإن شعارات باراك «حسين» أوباما الإفريقي الأصل سوف تتغير لمصلحة العرب بعد أن يضمن فوزه بمنصب الرئاسة الأميركية. اصبروا فإن الصبر مفتاح الفرج. لنرجع للوراء قليلاً: روَّجت «الدبلوماسية الشعبية الأميركية» رسالة مماثلة للمرشح جورج بوش الابن كصديق للعرب باعتبار «المصلحة المشتركة» بين ولاية تكساس ـ موطن آل بوش ـ والعالم العربي كمنتجين للنفط. وما أشبه الليلة بالبارحة.

opinion@albayan.ae

Email