الراية - قطر

حفظ الله الكويت

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما انتقل سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح إلي جوار ربه، ورغم الحزن العميق الذي عم الجميع لفقد رجل أعطي الكويت والأمة العربية والاسلامية الكثير، جري انتقال سهل وسلس وسريع للسلطة إلي ولي العهد سمو الشيخ سعد العبدالله شفاه الله الذي يعاني من مرض عضال، ووجدت الكويت نفسها أمام فراغ دستوري تمثل في مرض سمو الأمير وخلو منصب ولي العهد.

ونحن علي ثقة أن حنكة أعضاء الأسرة الحاكمة ودرايتهم وتمرسهم في الشأن السياسي سيدفع بهم إلي تغليب الحكمة واحتواء هذا الخلاف بعيدا عن العواطف والمصالح الذاتية لأن مصلحة الكويت هي الأولي بالرعاية دون الحاجة إلي تفعيل إجراءات عزل الشيخ سعد العبدالله لما قد يسببه مثل هذا الاجراء رغم دستوريته من مرارة يمكن ان تحدث شروخا بين أعضاء الأسرة الحاكمة وهو ما لايريده أو يتمناه أحد، فالعائلة الحاكمة التي تتكون من جناحي الجابر والسالم ظلا يتناوبان السلطة ويتقاسمانها منذ 85 عاما دونما حاجة للجوء للإجراءات الدستورية المنصوص عليها.

ولا يخفي علي أحد أن الكويت بلد يحكمه الدستور وتهيمن علي حياته السياسية مؤسسات دستورية راسخة في الممارسة وتحكمها عائلة كريمة بها تقاليد راسخة ايضا ومرعية ولهذا نأمل أن يصار إلي المزيد من المشاورات السياسية وفي اطار الاسرة الحاكمة لاقناع الأمير الشيخ سعد العبدالله بالتنحي عن السلطة.

وفي هذا المنعطف التاريخي الهام تتطلع العيون والقلوب إلي الكويت حتي تجتاز هذا الاستحقاق لا سيما وأن الكويت غنية برجالها الذين تركوا بصمات واضحة سواء علي الصعيد الوطني أو الخليجي أو العربي والإسلامي وحتي علي النطاق الدولي، فالكويت قلعة شامخة بأسرتها الحاكمة وبشعبها الوفي وبقيادتها الحكيمة.

وقد أثبت سمو الشيخ صباح الأحمد أنه سياسي محنك يحظي بالاحترام لتنفيذه اصلاحات اقتصادية وسياسية مشهودة علي امتداد أربعة عقود حمل خلالها حقيبة الخارجية ومنذ توليه رئاسة مجلس الوزراء في يوليو عام ،2003 وهو الرجل الذي تحتاجه الكويت الآن أكثر من أي وقت مضي ليواصل قيادة مسيرة الخير والعطاء في الكويت الشقيق، ونأمل أن تلتف الأسرة الحاكمة لمبايعة هذا الرجل أميراً للبلاد مع مراعاة التقاليد المرعية في تقاسم السلطة.

إن التاريخ سيذكر لسمو الشيخ سعد العبدالله أنه الرجل الذي أعطي الكويت الكثير في مختلف المجالات من أجل المحافظة علي أمن الكويت وسيادتها واستقرارها خاصة دوره أثناء الغزو العراقي للكويت وما تلاه من جهود إعادة البناء والتعمير، والشيخ سعد العبدالله أكثر الناس حرصاً علي الكويت ونسأل الله أن يمن عليه بالعافية والصحة، كما ندعو بأن يحفظ الله الكويت من كل مكروه ونحن واثقون من قدرة أهل الكويت علي تجاوز هذا المنعطف بالحكمة والحنكة والدراية المشهودين بها.

Email