الاهرام - مصر
نتائج الانتخابات ومستقبل العراق
بعد أكثر من شهر من إجراء الانتخابات العامة العراقية, تم الإعلان عن نتائجها التي أثارت الكثير من الجدل, حيث رفضها رئيس جبهة التوافق السنية, مستنكرا قيام اللجنة العليا للانتخابات بخصم11 مقعدا مضمونة لجبهته في محافظات الأنبار وديالي وصلاح الدين ونينوي, كما عبر نجل زعيم الائتلاف العراقي الموحد الشيعي عن انتقاده لتوزيع المقاعد, وبرغم أن لجنة التحقيق الدولية بشأن التجاوزات في الانتخابات العراقية قد أكدت حدوث تجاوزات,
لكنها أشارت إلي أنها لم تكن مؤثرة علي النتيجة العامة لها, وبالتالي فإن الأطراف المختلفة التي تري أنها أضيرت وتم التجاوز عن حقوقها, لن تتقبل الوضع الذي ستفرزه هذه الانتخابات, وستعمل بالتالي علي تقويضه بالصورة التي ستقررها, وفضلا عن القوي التي دخلت في العملية السياسية, فإن هناك القوي التي تم استبعادها أصلا من الانتخابات ومن العملية السياسية برمتها, والتي من المنطقي تماما أن تستمر في العمل
في مواجهة سلطات الاحتلال والمؤسسات السياسية التي بنيت تحت مظلتها, والحكومة التي ستأتي بها الانتخابات التي أجريت في ظل الاحتلال, وبالتالي فإن الانتخابات التي أجريت في ظروف ملتبسة لن تكون كافية لوضع العراق علي درب الاستقرار, وهناك احتياج حقيقي لمصالحة وطنية عراقية, ووضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال وإنهاء أي تدخل له في صياغة الحياة السياسية في عملية إعادة بناء الدولة العراقية, وإذا لم تقتنع كل الأطياف العراقية بحاجة العراق الشقيق لذلك, فإن هذا البلد العربي الكبير سيظل يتخبط في نفق الاضطراب ويتأرجح علي حافة التمزق الطائفي والعرقي.