أقول لكم

أقول لكم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لدينا وزارة للتخطيط لم تخطط لاي شيء، تعاقبت عليها إدارات ومازالت حتى اختصرناها في عملية دمج مع وزارة الاقتصاد، ولم تخطط لأي شيء. فالوزارة التي تبلغ من العمر نفس عمر الدولة، فهي موجودة منذ البداية، ليس لها لائحة اختصاص، أي ما يسمى عند البعض «أهداف ومهام» .

وعند البعض الآخر «الواجبات» وعند البعض الثالث «العمل الاستراتيجي» ومن الجيد ان نسمع عنها كل عشر سنوات تقريبا خلال الإحصاء السكاني، ذلك الإحصاء الذي تخجل الوزارة عن إعلان نتائجه الحقيقية منذ أكثر من ربع قرن.

مثل هذه الوزارة يفترض فيها ان تكون «أم الوزارات»، هي المزود الرئيسي للمعلومات والإحصاءات، تضع الخطط والدراسات لكل مناحي الحياة في الدولة، اسمها وزارة التخطيط، يعني ان تبحث في أمور السكان، مواطنين وأجانب.

وتدرس احتياجاتهم، من الشوارع والطرق إلى العيادات والمستشفيات والمدارس والجامعات، وتبحث في تأثير الظواهر وكيفية مواجهتها، من ظاهرة العمالة الأجنبية إلى عدم استيعاب الخريجين في الوظائف، فهي التي يفترض بها ان تعرف رقم كل قطاع، وعدد افراد كل مدرسة وكلية، ونسب كل فئات المجتمع.

وحجم المصانع والمنشآت والمحلات التجارية، بتقسيماتها وتفريعاتها، لكننا لم نر الذي يفترض، ولم نر الذي يجب ان تؤديه وزارة تحمل اسم التخطيط. فهي لم تخطط لأي شيء، وبعد سنة على تشكيل الوزارة الجديدة لم نسمع الوزارة تتحدث عن الشق الثاني من اختصاصها الا قبل ثلاثة أسابيع تقريبا بمناسبة انطلاق «التعداد العام» فقط.

عندنا وزارة تخطيط، وعندما تصدر توجيهات عليا بسد احتياجات المناطق النائية لا نجد أية معلومات متوافرة في الوزارة المسؤولة، فتشكل لجنة وزارية لجمع المعلومات وتقدير حجم الاحتياجات عبر الزيارات، وتقارير البلديات، ومع هذا مازالت لدينا وزارة للتخطيط لم تخطط لأي شيء، ولا تعرف لمن تخطط!!

myousef_1@yahoo.com

Email