أبو مازن يربط مصيره بإجراء الانتخابات ـ حافظ البرغوثي

أبو مازن يربط مصيره بإجراء الانتخابات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتواصل الحملة الانتخابية الفلسطينية في جو من الشك لم يقطعه حتى الآن يقين الإجراء رغم اقتراب موعد الاقتراع في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وقد حذرت السلطة الفلسطينية بلسان وزير خارجيتها ناصر القدوة من ان الانتخابات قد تلغى في آخر لحظة اذا ما وضع الإسرائيليون عراقيل أمام المقدسيين لمنع اقتراعهم داخل المدينة المحتلة.

ورغم ذلك فإن المخاوف الفلسطينية الأساسية تأتي من الداخل وليس من جهة إسرائيل فقط، فحتى أكثر الناس تفاؤلا ما زال يخشى من هجمات على مراكز الاقتراع خاصة في غزة المضطربة والتي عجزت السلطة حتى الآن عن كبح جماح جماعات عائلية مسلحة وعصابات مخدرات هاجمت قوات الشرطة .

وراح ضحية هذه الهجمات شرطيان ما استدعى قيام مسلحين بإغلاق طرق وسد معبر رفح واحتلال مراكز حكومية احتجاجا على عدم اعتقال قتلة الشرطيين.

الاحتلال بدوره يلعب دورا في عرقلة الحملات الانتخابية فيمنع الدعاية الانتخابية في القدس المحتلة ويعتقل أي مرشح يدخل المدينة ويضع الحواجز حول المدن وعمليا حظر تحرك سكان مدن شمال الضفة إلى وسطها وهذا الحظر يشمل قرابة 750 ألف نسمة وهذا يعني شل الحملات الانتخابية بالكامل كما حظر دخول مرشحين من الضفة إلى غزة وبالعكس.

فالحملات الانتخابية عمليا تبدو باردة ولهذا اختفت الاعلانات الدعائية في الصحف حيث استعاض عنها المرشحون بالملصقات والزيارات الميدانية وإطلاق الوعود وأحيانا شراء الذمم بالمال وتقديم لحوم الأضاحي فإحدى القوائم ذبحت مئات الأضاحي في محاولة لذبح ضمائر الناخبين واستقطابهم ووزعت دفايات كاز لطبخ الأصوات.

ورغم ان اغلب قيادات فتح ما زالت تؤيد تأجيل الانتخابات نظرا لحالة الانقسام الداخلي في الحركة وحشد وجوه غير معروفة بالكامل في قائمة الحركة وترهل الحملة الانتخابية للحركة في مواجهة نشاط حركة حماس التي تعتمد على تنظيم مهرجانات جماهيرية.

الا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو الأكثر تشددا في مسألة ضرورة إجراء الانتخابات مهما كان الوضع وتؤيده حماس في ذلك التي لن تجد فرصة أفضل من الحالية لإثبات وجودها الجماهيري ودخول المجلس التشريعي بقوة ومنافسها الرئيس وهو حركة فتح يمر في ازمة داخلية.

وكان الرئيس عباس اقنع الأميركيين بضرورة إجراء الانتخابات بمشاركة حماس التي ربطت بين إجراء الانتخابات والتزامها بالتهدئة.

وأوفد الأميركيون مبعوثين لإقناع الإسرائيليين بضرورة السماح للمقدسيين بالاقتراع، فالرئيس الفلسطيني يرى في الانتخابات مخرجا من أزمته الداخلية ومحاولة لتوزيع الأعباء التي على كاهله، على المجلس التشريعي الجديد وعلى كل الأحزاب المشاركة .

وقد بذل أقصى جهده لإقناع مرشحين من حركة فتح خاضوا الانتخابات كمستقلين بالانسحاب لصالح مرشحي الدوائر من حركة فتح للحد من تشتت الأصوات خاصة وانه يعلم ان ثمة التزاما في صفوف حركة حماس وان أنصارها لن يشتتوا أصواتهم وإنما يصبون ككتلة موحدة للقائمة ولمرشحيها في الدوائر.

ومع ان استطلاعات الرأي قلصت الفجوة بين حماس وفتح الا ان الأخيرة ما زالت تحظى بالأغلبية رغم التذمر في صفوف قاعدة فتح وصفوف مرشحيها في الدوائر حتى الحملة الانتخابية للحركة التي يتزعمها د. نبيل شعث كانت ضعيفة وخلت من مهرجانات جماهيرية وتجاهلت بالكامل رئيس قائمة فتح مروان البرغوثي في ملصقاتها.

واضطر الأخير إلى إرسال بيانات انتخابية من سجنه عبر فيها عن برنامج القائمة وانتقد الظواهر السلبية في أداء السلطة وأبدى استعدادا للاعتذار للشعب عن اية أخطاء سابقة وتعهد بمحاسبة الفاسدين بأثر رجعي ونظم انصاره حملة انتخابية خاصة منفصلة عن الحملة الانتخابية الرئيسية ووزعوا ملصقات خاصة أيضا.

واعتبر مشاركة حماس مكسبا بقوله انه اول من رفع شعار شركاء في الدم.. شركاء في القرار. لكن السؤال الأهم هو هل ستجري الانتخابات بسلام وهل ستتمكن أجهزة السلطة من حماية مراكز الاقتراع والصناديق؟

هذا السؤال أجاب عليه الرئيس عباس الذي أعطى أوامر باستخدام القوة لحماية مراكز الاقتراع ولكن من سيمنع ميشليات مسلحة من مهاجمة صناديق الاقتراع واختطافها؟ وماذا سيكون رد فعل أبو مازن على ذلك في حالة إفشال الانتخابات؟ هل سيستقيل؟

البعض يرجح ذلك لأن الرئيس يرى في دمقرطة الحياة السياسية خيارا لا بد من تنفيذه فإن فشل فلا داعي لبقائه في مثل هذا المناخ غير الصحي والمضطرب.

رئيس تحرير «الحياة الجديدة» ـ فلسطين

Email