خط مباشر

مناقشة نووية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بصوت واحد صاحت الدول الغربية الكبرى الأربع ـ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ـ مطلقة إنذاراً إلى إيران بشأن برنامجها النووي.

وبينما حرص وزراء خارجية الدول الأربع على عدم الإتيان على ذكر سبب قلقهم تجاه البرامج الإيراني فإن جنرالاً إسرائيليا أفصح عن المسكوت عنه.

الجنرال عوزي دايان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقا دعا في سياق تعليقه على الإنذار الغربي لطهران إلى توجيه ضربة سريعة للمفاعلات النووية الإيرانية قائلا إن أي تأخير يعني تهديدا إيرانيا كبيرا على الأجيال الحالية والقادمة في إسرائيل.

الإنذار الغربي إذن ينطلق من خوف على أمن الدولة الإسرائيلية وخوف من أن تفقد إسرائيل ميزة انفرادها في منطقة الشرق الأوسط، بامتلاك ترسانة نووية.

وبينما لم يبلغ البرنامج الإيراني مرحلة إنتاج أسلحة فإن الحكومات الغربية ـ ومعها إسرائيل ـ تعتقد أن بلوغ البرنامج الإيراني هذه المرحلة لم يعد إلا مسألة وقت فقط. وهو اعتقاد ليس بدون أسباب موضوعية. والهدف من الحملة الغربية المتصاعدة ضد إيران هو منع برنامجها من الوصول إلى هذه المرحلة.

غير ان الدول الغربية لا تتحرك في هذا الاتجاه بدوافع الحرص على السلام في منطقة الشرق الأوسط وإنما بدافع حماية دولة واحدة معينة وإلا لكانت الدعوة الغربية هي إخلاء المنطقة كلها دون استثناء أحد من الأسلحة النووية.

هذه الازدواجية ليست جديدة على حكومات الغرب، فمنذ عهد حكم الرئيس الباكستاني ضياء الحق في ثمانينات القرن الماضي وحتى عام 2001 في عهد الرئيس الحالي مشرف ظلت الولايات المتحدة تطالب باكستان بإلغاء أو تجميد برنامجها النووي بينما كانت في الوقت نفسه تغض النظر عن البرنامج النووي الهندي.

كانت الفكرة واضحة وفاضحة. فباكستان دولة إسلامية لا تعترف بإسرائيل بينما علاقة الهند مع الدولة الإسرائيلية بلغت مستوى تحالف استراتيجي.

وازدادت الفكرة افتضاحا عندما قررت الولايات المتحدة وقف ضغوطها على البرنامج الباكستاني ابتداء من عام 2001، ففي ذلك العام دخلت باكستان تحت رئاسة مشرف «الحرب على الإرهاب» كشريك نشط مع الولايات المتحدة وذلك من خلال تداعيات «أحداث سبتمبر».

كوريا الشمالية لا تمثل خطراً مباشراً على إسرائيل لكنها على استعداد لبيع تكنولوجيا ومعدات نووية إلى دول أخرى بما في ذلك دول إسلامية.

ويبقى السؤال:

هل تنجح مجموعة الدول الغربية في تدجين البرنامج النووي الإيراني قبل «فوات الأوان» أي قبل بلوغه مرحلة إنتاج أسلحة؟

وماذا يحدث إذا أصرت إيران على عنادها وواصلت تطوير البرنامج؟ وهل توجه ضربة إسرائيلية إلى إيران؟

إسرائيل مستعجلة. ودول الغرب حائرة لأن هناك حسابات استراتيجية معقدة. فإيران ليست العراق.

Email