تحت المجهر

شعب الكويت.. قلوبنا معكم

ت + ت - الحجم الطبيعي

استيقظنا صباح أمس على نبأ وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت الشقيقة. وعلى الرغم من إيماننا بقضاء الله وقدره إلا أن الحزن غمرنا بسبب رحيل قائد آخر من قادة الخليج الذين عرفناهم زعماء كرسوا حياتهم لخدمة أوطانهم ودول الخليج وأمتهم العربية والإسلامية.

وسجّلوا مواقف سياسية واقتصادية، في التضامن الخليجي والعربي والإسلامي. رحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، أمير البحرين، ثم الشيخ زايد بن سلطان، رئيس دولة الإمارات، وتلاهما الملك فهد بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، ليتبعهم أخيرا الشيخ جابر الأحمد الصباح، غفر الله لهم جميعا وأسكنهم فسيح جناته.

الإمارات تربطها بدولة الكويت الشقيقة علاقات تاريخية وثيقة لا يمكن أن تُنسى، ولا تزال الإمارات تذكر فضل الكويت وأبنائها في دعم مسيرة التعليم في الإمارات، وأبناء الإمارات يرون الكويت دائما وفية لمبادئها ومؤمنة بدينها وحافظة لعروبتها. لذا فالكويت دائما حاضرة في الذاكرة وراسخة في الوجدان.

في كل فترة حداد أو مرور ذكرى رحيل أولئك القادة، تُعرض العديد من الصور والمشاهد التي تتسابق وسائل الإعلام في استعراضها. وسط تلك الصور نجد أن أولئك القادة الراحلين قد تركوا شريط حياة عامرة بالأعمال التي لم يتناسوا فيها جانبا من جوانب الحياة ولم يغفلوا منها شيئا.

ابتداء بأعمال وإنجازات انتفعت بها دول الخليج، أو إنجازات ساهمت في رغد واستقرار شعوب الخليج. تلك الأشرطة وما حملته من صور تشكل عبئا وهما لكل حاكم أو رئيس يأتي بعدهم، ولكل مسؤول يطرح على نفسه أسئلة ملحة تتطلب إجابات أكثر إلحاحا، أي مصير ينتظره، وأي أعمال قدمها لشعبه، وأي آثار ستجعل الناس تدعو له وتقر بأنه لم يقصر في حقه؟

إذا كان قادة دول الخليج الذين رحلوا قد طرقوا كل أبواب التنمية البشرية، وإذا كانوا قد مدوا يد العون لكل محتاج خارج حدود أراضي دولهم، واثبتوا مواقفهم المعتدلة التي تعكس حسن نواياهم في كل حادثة وأزمة سياسية واقتصادية.

وإذا كانوا الداعين إلى الوحدة والساعين لها في جميع المواقف، فلا بد أن تعجز تلك الأشرطة عن الإلمام بمسيرة حياة قادة عمرت بواجبات المسؤول نحو وطنه وشعبه وأمته. وكثير من أمثال أشرطة الذكريات ستعرض لكثيرين بعدهم، ورجاؤنا أن تكون عامرة بما عمرت به حياة من سبقوهم.

الموت حق وقضية حتمية لا نقاش فيها، وان تغادر هذه الحياة وقد أديت ما عليك من حقوق وواجبات، وقد جمعت حولك قلوب الناس وكسبت محبتها هو التحدي الأكبر لكل قائد.

نسأل الله العلي القدير أن يلهم الأسرة الحاكمة والشعب الكويتي الشقيق الصبر والسلوان لهذا المصاب الجلل وان يسكن الفقيد فسيح جناته.

maysaghadeer@yahoo.com

Email