عيد الأضحى وإنقاذ الأقصى

عيد الأضحى وإنقاذ الأقصى

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتعلق كل العيون والقلوب في العالمين العربي والإسلامي بالمشاعر المقدسة، حيث يؤدي ما يزيد على مليونين ونصف المليون من الحجاج نسكهم، ويطل العيد على ضيوف الرحمن وعلينا جميعاً حاملاً معه كل المعاني الروحية النبيلة، التي جعلها ديننا الحنيف مقترنة بالحج ومناسكه.

وينعقد إجماع المسلمين، مع التفاف قلوبهم وعقولهم حول هذه المعاني النبيلة، على الاهتمام بعدد من القضايا المهمة، التي تفرض نفسها بقوة وتوهج لا مجال معهما للتجاهل ولا التناسي.

أبرز هذه القضايا ما يواجهه العالمان العربي والإسلامي من تحديات، وصل احتدامها إلى حد تعدد المحاولات التي تستهدف الإساءة إلى الإسلام والمسلمين وإظهار شريعتنا السمحاء على غير حقيقتها، ظلماً وتجنياً، وإلقاء الظلال على المسلمين، والتجنِّي عليهم بربطهم بأمور هم أبعد الناس عنها، بحكم أن دينهم هو في المقام الأول دين السلام والدعوة بالموعظة الحسنة.

وعديدة هي الأوطان التي تقع على خارطة العالمين العربي والإسلامي التي ترزح تحت نير الاحتلال، وتئن تحت ركام المظالم، ويسعى أبناؤها للوصول إلى نقطة ضوء في نهاية نفق المعاناة.

كل هذا وغيره كثير يشغل بال العرب والمسلمين، بينما هم يتابعون الحجيج في الانتقال في الأراضي المقدسة، استكمالاً لنسكهم وأداء لشعائرهم، فأمس كان الوقوف بعرفة واليوم يقوم الحجيج برمي الجمرات، وأداء طواف الإفاضة في البيت الحرام قبلة المسلمين، وهو ما يلقي علينا جميعاً مسؤولية إنقاذ قبلة المسلمين الأولى المسجد الأقصى الشريف المبارك.

إن من المحقق أن اهتماماً مقروناً بالعمل والحركة السريعة والمؤثرة ينبغي أن يعطى الآن قبل الغد، وفي إطار خطة عمل متكاملة يتعين أن تحشد وراءها كل الإمكانيات والقدرات لإنقاذ المسجد الأقصى مما يعانيه ومما يتعرض له ومما تجمع المؤشرات والدلائل على أنه يدبر له بليل.

فقد حذر العلماء المسلمون في فلسطين المحتلة مؤخراً من أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تصعد جهودها للحفر تحت المسجد الأقصى، وأن الأمور وصلت إلى حد أصبح المسجد معه عرضة للانهيار، مما يؤذن بتنفيذ المخطط الصهيوني الذي يستهدف هدم المسجد تمهيداً لبناء الهيكل المزعوم بدلاً منه، في تجسيد للأراجيف الصهيونية الأسطورية بأن الهيكل المزعوم مقام في هذا الموقع، وهو ما لم يستطع غلاة الصهاينة إقامة أدنى دليل تاريخي أو أثري على صحته.

والتحذيرات تتوالى بأن المخطط الصهيوني قام مؤخراً بإنشاء غرف تحت المسجد الأقصى، يمثل كل منها أحد المذاهب والنحل اليهودية، وذلك تسريعاً لتخريب أساسات الأقصى الشريف سعياً لتدميره.

لاشك في أن هذه المخططات الخطيرة التي تتربص بالمسجد الأقصى جديرة بالتصدي لها بكل طاقات الأمة، وليكن تعلق القلوب والعيون بالأراضي المقدسة، في عيد الأضحى نقطة البداية في إجماع عربي وإسلامي على نصرة المسجد الأقصى وحمايته ممن يتربصون به ويستهدفون وجوده ذاته.

ولعل الجميع يتذكر ويتيقن، في هذه الأيام المباركة أنه قد آن الأوان لحماية المسجد الأقصى المبارك، والدفاع عنه وأن الأولوية في اهتمامات الأمة ينبغي أن تكون له قبل غيره، فهو قبلتها الأولى وأحد رموز وجودها وصمودها.

«وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».

Email