مرحلة جديدة في العمل الوطني

مرحلة جديدة في العمل الوطني

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي منصبي نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء، هل يمكن القول إن البلاد على أبواب «الدولة الثانية»؟ الإجابة هي نعم لأن البلاد على موعد مع انطلاقة ثانية نحو آفاق الحضارة والتنمية الشاملة التي لا حدود لها تعتمد على ما أسسته انطلاقة الثاني من ديسمبر العام 1971 .

نثق أن «الدولة الثانية» ستعتمد على عقول خلاقة وإرادات حديدية وقلوب فولاذية وأفكار متجددة وشخصيات ديناميكية وقرارات حاسمة ومتابعات قوية وغيرها من عناصر انطلاقة المسيرة الناجحة، حيث أن البلاد على أبواب مرحلة جديدة من العمل الوطني تستكمل ماتم في مرحلة «الدولة الأولى».

ونستطيع ان نجزم من خلال ما عودنا عليه صاحب السمو الشيخ محمد ـ طوال 35 سنة من العمل السياسي المحلي والاتحادي ـ أن العمل الوطني سينطلق من رؤى عديدة تبشر بالخير والنماء والانجاز.

في المرحلة المقبلة سيتميز العمل الوطني بالانطلاق من استراتيجية متكاملة تربط بين كل العناصر لخدمة الانجاز المطلوب وفقا لخطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى توزع وتنفذ حسب متطلبات الواقع السياسي والاقتصادي والأمني والتعليمي والصحي والاجتماعي وغيرها من الجوانب والمجالات.

ومن واقع ما قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نرى بوضوح أن تنفيذ رؤى المرحلة المقبلة سيعتمد بشكل أساسي على أبناء الوطن ممن جالوا في أرجاء المعمورة سعيا وراء العلم والتسلح بالخبرة ليكونوا أحجار الزوايا والتروس القوية الدافعة لعجلة التطوير الحضاري المقبل وترجمة الفكر الاستراتيجي إلى واقع ملموس في ملحمة وطنية رائعة ستسجل بحروف من نور انجاز ابن هذه الأرض المعطاء.

وستكون المرحلة المقبلة ميداناً لدفع وتطويع التكنولوجيا المتطورة لخدمة التنمية الشاملة الاتحادية وتسريع الانجاز خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والتجارة والإدارة الحكومية، بهدف إحداث نقلة نوعية من حيث الاعتماد على التقنيات بدلا من الاعتماد على العمالة الكثيفة لتفعيل انطلاقة ثاني الاقتصادات العربية نحو المنافسة على الريادة، وهو الأمر الذي سينتقل بتأثيرة وقراره ـ من دون شك ـ لينعكس على القطاع الخاص.

سيأخذ القطاع الخاص بالدولة فرصة لتأسيس شراكة حقيقية ومتكاملة مع القطاع الحكومي وحيزاً واعتمادية أكبر بكثير في منظومة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ورؤيته للعمل للسنوات المقبلة وهو قطاع ناشط وفاعل وسيأخذ «فرصة عمره الثانية» بعد أن بلغ مرحلة الرشد من خلال ما قام بإنجازه خلال الفرصة الأولى التي أحسن استغلالها وأدى دوره الوطني على مدى عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين.

أما التعليم والإعلام والثقافة والصحة والإسكان والخدمات الاجتماعية والتدريب وحقوق الإنسان وغيرها من الجوانب المرتبطة بالحياة اليومية فهي جزء ثابت وأكيد في برنامج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لتطوير قدرات المواطن وتأهيله للقيام بدوره في خدمة بلاده والمشاركة في البناء والتشييد والإنجاز وترجمة الأقوال إلى أفعال اعتمادا على مبدأ أن «لغة العصر» هي لغة إنجاز أبناء الوطن والتي تعطي ثمارا في غير مكان وزمان.

السيرة الذاتية والخبرات التاريخية البارزة التي سجلها الواقع على الأرض لصاحب المشروع المقبل تؤكد أن المدى مفتوح على الانجاز والعطاء والعمل وأن على المسؤولين في كل مواقع العمل الوطني إدراك أن القرار قائم والحسم سريع والمتابعة مؤكدة والحساب موجود والروتين مضروب والانجاز مطلوب والتراخي مذموم والتخطيط مطبوع.

وليدرك الجميع أننا على موعد مع صاحب مقولة «هم يتكلمون.. ونحن ننجز».

Email