الكلام عن نضال الشعب السوفييتي إبان الحرب العالمية الثانية في هزيمة الألمان هذه الأيام، أصبح كلاما لا يتقبله الكثير، لكثرة ما قيل من اتهامات لدور السوفييت في هذه الحرب وخصوصا كثرة ما يذاع و يكتب من اتهامات لجوزيف ستالين، ليس من قبل الإعلام الغربي وحسب، بل من قبل قادة عاشوا معه.

فمنجزاته مع الشعب السوفييتي حقائق تاريخية لا يمكن إنكارها. لذلك نرى اليوم صحوة حتى لدى أولئك الذين شاركوا في الهجوم عليه بحيث انهم أصبحوا يتحدثون عن الوقائع التاريخية كما هي وليس كما اراد الغرب فرضها على العالم.

قرأت كتابا عن المارشال جوكوف، من اكبر القادة في الجيش الأحمر واقربهم الى ستالين. قائد معارك عديدة سمالينسك، ستالينغراد و موسكو ومعركة برلين. جوكوف من اشد الذين آزروا خروشوف في الانقلاب العسكري.

في مذكراته عن الحرب يبين جوكوف الدور الحقيقي لستالين في قيادة الكريملين بجميع جوانبه وكيف كان يقود كل جزء من الجبهات ويدير كل الأمور لتوفير كل الإمكانيات من مصانع وأسلحة وذخيرة.

وكيف كان يلهم الجيش الأحمر. كان يعقد المؤتمرات العسكرية ويصغي إلى آراء جميع القادة العسكريين بإمعان قبل اتخاذ القرارات الحاسمة. دحض جوكوف في الكتاب كل الاتهامات التي لفقها خروشوف عن ستالين في خطابه السري، بصدد كفاءاته العسكرية والقيادية.

الحقيقة، هي أن القادة الذين كانوا يتبعون خروشوف من اليوم الأول لاستلامهم السلطة وضعوا هدفا استراتيجيا للقضاء على الاشتراكية واستعادة الرأسمالية، لكنهم لم يستطيعوا تحقيق ذلك خوفا من ردة الفعل الشعبية ففعلوا ذلك تدريجيا وسلبوا حقوق الشعب بصورة تدريجية مموهين ذلك بإطلاق شعارات ثورية زائفة لتغطية أهدافهم الحقيقية.

إن الانهيار الحقيقي للدولة العظمى بدأ منذ تسلم خروشوف قيادة الحزب والدولة. وأصبح الاتحاد السوفييتي في هذه الفترة عبارة عن دولة رأسمالية مقنعة بعبارات ثورية زائفة.

كان من نتيجة السياسة الاقتصادية التي اتبعتها سياسات خروشوف المتعاقبة، ظهور جميع مساوئ الرأسمالية في المجتمع السوفييتي رغم بقاء بعض الامتيازات التي كان الشعب السوفييتي يتمتع بها في الفترة الاشتراكية الحقيقية ولم تنجح هذه الحكومات بسلبها مرة واحدة.

ظهرت البطالة والسوق السوداء والدعارة وتدهور الروبل. وغرقت الدولة بالقروض الغربية وسمح لتلك الدول بإنشاء المشاريع في قلب الاتحاد السوفييتي. ولم تكن فترة البريسترويكا سوى المرحلة الأخيرة من التحول حيث تحول الاتحاد السوفييتي من دولة رأسمالية مغطاة إلى رأسمالية مكشوفة.

هناك الكثير يريدون معرفة الحقيقة ويعملون لمصلحة الدولة. هؤلاء شاهدوا فترة حكم خروشوف ولاحظوا المساوئ التي عانت منها القوة العظمى.اعتقدوا ان الأوضاع في فترة حكم خروشوف كانت هي الأحوال التي عاشتها شعوب الاتحاد السوفييتي في فترة بناء الاشتراكية في الثلاثينات.

فتوصلوا إلى نتيجة ان الاتحاد السوفييتي لم يكن اشتراكيا بتاتا وان الزعم بنشوء مجتمع اشتراكي في الاتحاد السوفييتي زعم كاذب وكثيرا ما يقال اليوم عن أن ثورة أكتوبر لم تكن اشتراكية بل كانت رأسمالية بحتة.