الدراما التي كتب فيها تقرير ميليس هي حبكة درامية هزيلة جمع فيها السينارست كافة الأعداء بالمنظور الدونكيشوتي.استعمال مصطلحات في التقرير مثل (يبدو، ومن الواضح، ومن الصعب تصور، على الأرجح، ربما).
يشير الى أن اللجنة افتقدت إلى أدلة ملموسة واعتمدت على الاجتهادات والاستنتاجات الشخصية وابتعدت عن الاحترافية في العمل، وبالنهاية كان لابد من وجود متهم ولابد من كتابة تقرير.
على مايبدو أن السيد ميليس وقع ضحية الضغوط الأميركية والإسرائيلية ولكنه فشل فشلاً ذريعاً، المشكلة أنه كان لابد من متهم ولابد من ضحية فسوريا متهمة حتى قبل اغتيال الحريري منذ أن قالت لا للحرب على العراق.
إنها مستهدفة من قبل الإدارة الأميركية لعدة أسباب، وإن هذا الاستهداف أخذ يشتد ويتضاعف بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، ومنذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الحريري.
بعد الإفصاح عن التقرير النهائي للمحقق ميليس اتضح أنه لا يوجد أي جهة معينة بما فيهم المسؤولون اللبنانيون الأربعة الموقوفون لهم علاقة بجريمة الاغتيال.كل هذا بعد انتهاء الفترة الزمنية المحددة، والآن يطلب التمديد لماذا؟
إذا لم يستطع أن يخرج بنتيجة خلال المدة كلها فهل يكشف عن شيء آخر خلال التمديد، أم انه ينتظر أوامر من أميركا أو ربما يظهر بطل المسرحية ويعترف بالجريمة.
فعلا انها مسرحية مفبركة على الطريقة الأميركية.التقرير لم يكن أكثر من سرد لوقائع التحقيق، بل سرد للواقع السياسي الذي رافق التقرير. لم يأت بجديد عما توصل إليه القضاء اللبناني و ما كان أكثر من تكرار.
الشاهد الذي استند إليه التقرير في اتهاماته وفي التحقيق مع شخصيات أمنية سورية ولبنانية، تبين أنه شاهد زور. يعني بإمكان نسف التقرير، وأنه كله كان مبنياً على الافتراضات والاستنتاجات والتكهنات والشكوك في حين غابت كل الأدلة الموضوعية والقرائن المنطقية.
إما أن تكون جميع وقائع التحقيق مسربة إلى وسائل الإعلام وهذا ينافي السرية في التحقيق، أو أن التقرير اعتمد على وسائل الإعلام في إعداد وذكر وقائعه وهذا يدل على عجز وضعف وهشاشة التقرير وهو بالفعل ما دل عليه.
من المعروف أن في كل جريمة دائماً يتم البحث عن المستفيد من الجريمة، وهنا نجد أن كل المستفيدين مستبعدون والمتهم هو أكثر المتضررين من الجريمة، والغريب أن التقرير استبعد نهائياً إسرائيل ولم يأت إلى ذكرها وهي المستفيد الأول، والتي تمتلك كل مقومات هذه الجريمة المعقدة والعالية المستوى من حيث الأداء والأدوات والهدف.
التقرير واضح للعيان أنه سياسي بامتياز حيث قام باتهام شخصيات سورية ولبنانية من أمنية وسياسية بالضلوع بالحادث، كما انه افترض بأن حجم الحادث والتعقيد الشديد فيه.
يدل بأنه لايمكن أن يحدث بدون علم سوريا. اذا افترضنا بصحة هذه المقولة فانه من المؤكد بأن الولايات المتحدة وراء هجمات 11 سبتمبر التي وقعت داخل أراضيها.