تراثيات، يكتبها: أبو صخر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الثلاثاء 19 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 20 مايو 2003 كان أبو ذر رضي الله عنه يقول: إنما مالك لك أو للجائحة أو للوارث، فلا تكنْ أعجزَ الثلاثة. وشتمه رجل فقال له أبو ذر: يا هذا لا تُغْرِقْ في سَبِّنا ودع للصلح موضعاً، فانا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثرَ مِنْ أنْ نطيعَ اللهَ فيه. وقال أبو ذر: ما تقدر قريش أن تعمل بي؟ والله للذلُّ أحبُّ إليَّ من العزِّ، ولبطنُ الأرض أحبُّ إليَّ من ظهرها. ولما بنى معاوية خضراء دمشق أدخلها أبا ذرٍّ، فقال له: كيف ترى ما ها هنا؟ قال: إن كنتَ بنيتها من مال الله عز وجل فأنت من الخائنين، وإن كنتَ بنيتها من مالِكَ فأنتَ من المسرفين. سأل رجل بلالاً وقد أقبل من الحلبة فقال: من سبق؟ قال المقربون. قال: إنما أسألك عن الخيل؟ قال: وأنا اجيبك عن الخير. كان بين سعد بني أبي وقاص وبين خالد بن الوليد كلام، فذهب رجلٌ ليقعَ في خالدٍ عند سعدٍ، فقال: مَهْ إنَّ ما بيننا لم يبلغْ دينَنَا. قال عمر في كلامٍ له: العلم بالله يوجبُ الخشوعَ والخوفَ، وعدمُ الخوف دليلٌ على تعطيل القلب من المعرفة، والخوفُ ثمرةُ العلم، والرجاءُ ثمرُ اليقين، ومن طمع في الجنة اجتهد في طلبها، ومن خاف من النار اجتهد في الهرب منها، وللحبِّ علامات وللبغض علامات، فمن وجدناه يعمل عملَ أهل الجنة استدللنا بعمله على يقينه، ومن وجدناه يعمل عملَ أهل النار استدللنا بعمله على شكه، ولو وجدنا رجلاً يستدبر مكةَ ذاهباً ثم زعم أنه يريد الحج لم نُصَدِّقه، ولو وجدناه يؤمّها ثم زعم أنه لا يريدها لم نصدقه. قال هرم بن حيان لأويس: أوصني، فقال له أويس: ادعُ الله أن يصلحَ لك ذنبك وقلبك فما تجد شيئا أشدَّ عليك منهما، بينما قلبك مقبلٌ اذا هو مدبر، وبينما هو مدبرٌ إذا هو مُقبل، ولا تنظرْ في صغر الخطيئة، ولكن انظر عظم مَنْ عصيتَ فانك ان عظمتها فقد عظَّمتَ الله، وإن صغَّرتها فقد صغرتَ أمره. وقال له هرم: صِلْنَا بالزيارة، فقال له أُوَيْسٌ: قد وصلتك بما هو خيرٌ من الزيارة، الدعاء بظهر الغيب، إن الزيارةَ قد يعرضُ فيها الرياءَ والتزيّن.

Email