كل صباح، بقلم: فضيلة المعيني، جماليات يفتقدها البعض!

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 16 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 17 مايو 2003 لا أدري إن كانت برامج مدمني السفر والهجرة إلى الخارج صيفاً كما هي أم طرأ عليها أي تعديل أو حتى ألغيت بسبب هجمات «سارس» التي اجتاحت العالم. وفي كلتا الحالتين سأطرح دفاعي المعتاد عن صيف بلادنا الذي أراه جميلاً على امتداد شهوره، وأجد في البقاء في البلاد في هذا الفصل ـ تحديداً ـ متعة، ليس بسبب الهدوء الذي يعم الطرقات والأسواق، بل لما يتمتع به من جماليات قلما نجدها في أي مكان آخر تميز القيظ عندنا عن غيره. جماليات يفتقدها من لا يرى في صيف هذه الأرض غير ارتفاع درجة الحرارة، فلا يجد أمامه سوى حزم الحقائب والتجوال شرقاً وغرباً بحثاً عن مصيف، وفي النهاية لا يتحقق له من ذلك سوى هدف واحد، وهو الهروب من الحر، فيما تفوته في البلاد أشياء أخرى تفوق متعة الوجود في أماكن باردة. ولعل مشهد أشجار النخيل التي تملأ البيوت عندنا، وكذلك الطرقات وأعناقها محمّلة اليوم بالخلال بعد أن كان حبابو وقبله طلعاً بانتظار أن يصبح بسراً ثم جارين، حيث يكتمل النضج فيحين موعد حزف الرطب مع ارتفاع حرارة الجو، هذا المشهد يعد من أجمل المشاهد التي تملأ أرجاء هذه الأرض الغالية مبشرة بموعد في غاية الروعة نرقبه بشوق، فأينما حطت الأقدام ارتفعت الأنظار لتسعد العين برؤية أنواع الرطب. ليست النخلة وحدها ولا رطبها فقط ما نفاخر به هواة السفر، فهناك أنواع الموالح والحمضيات التي تنبت في البيوت وتكون ثمارها في متناول اليد، وتلك التي في أرجاء أخرى من مزارع بلادي ومناطق مجاورة تميز الصيف عندنا عن غيره، وتجعل منه لوحة جميلة تسر الناظرين. لوحة أجد فيها مبررات كثيرة لثني من أعد العدة للسفر من المغادرة والبقاء في البلاد لقضاء الصيف في ربوعه، طالما أن السفر لم يعد مأموناً والاختلاط بالآخرين أصبح محفوفاً بالمخاطر والإصابات الخطيرة، فالصيف لا يعني بالضرورة السفر وإن كانت عادة الترحال والمقيظ في النخل والواحات والمزارع قديمة عرفها أهلنا في الماضي وفق أهداف معينة ومفاهيم معلومة عن السفر تختلف تماماً عمّا هي عليه اليوم، وخالية من المتاعب والمثالب التي يشربها المسافرون فيعودون على إثرها بـ «خفي حنين».. فلا متعة وجدوها، ولا ذكريات جميلة حملوها معهم. Email: fadheela@albayan.co.ae

Email