تراثيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجمعة 15 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 16 مايو 2003 قال العتبي: دخل رجل على هشام بن عبد الملك فقبل يده، فقال: اف له، ان العرب ما قبلت الايدي الا هلوعا، ولا فعلته العجم الا خضوعا. واستأذن رجل المأمون في تقبيل يده، فقال له: ان قبلة اليد من المسلم ذلة، ومن الذمي خديعة، ولا حاجة بك ان تذل، ولا بنا ان نخدع. سأل معاوية الحسن بن علي رضي الله عنهم عن الكرم، فقال: هو التبرع بالمعروف قبل السؤال، والرأفة بالسائل مع البذل. وقدم رجل من قريش من سفر، فمر على رجل من الاعراب على قارعة الطريق، قد اقعده الدهر، واضر به المرض، فقال له: يا هذا، اعنا على الدهر، فقال لغلامه: ما بقي معك من النفقة، فادفعه اليه، فصب في حجره، اربعة الاف درهم، فهم ليقوم، فلم يقدر على الضعف، فبكى، فقال له الرجل: ما يبكيك؟ لعلك استقللت ما دفعناه اليك؟ فقال: لا والله ولكن ذكرت ما تأكل الارض من كرمك فأبكاني. ويروى ان عبيد الله بن ابي بكرة، وكان من اجود الاجواد، عطش يوما في طريقه، فاستسقى من منزل امرأة، فاخرجت له كوزا، وقامت خلف الباب وقالت: تنحوا عن الباب، وليأخذه بعض غلمانكم، فانني امرأة عزب، مات زوجي منذ ايام، فشرب عبيد الله الماء وقال: يا غلام، احمل اليها عشرة آلاف درهم، فقالت: سبحان الله أتسخر بي؟ فقال: يا غلام، احمل اليها عشرين الفا، فقالت: اسأل الله العافية، فقال: يا غلام احمل اليها ثلاثين، فما امست حتى كثر خُطابها. وكان رضي الله تعالى عنه، ينفق على اربعين دارا من جيرانه عن يمينه، واربعين عن يساره، واربعين امامه، واربعين خلفه، ويبعث اليهم بالاضاحي والكسوة في الاعياد، ويعتق في كل عيد مئة مملوك، رضي الله تعالى عنه. وقال مروان بن ابي الجنوب الشاعر: امر لي المتوكل بمئة وعشرين ألفا، وخمسين ثوبا، ورواحل كثيرة، فقلت ابياتا في شكره، فلما بلغت قولي: فأمسك ندى كفيك عني ولا تزد فقد خفت ان أطغى وان أتجبرا فقال: والله لا امسك حتى اغرقك بجودي، وامر له بضياع تقوم بألف ألف. ابو صخر abusakher@albayan.co.ae

Email