تراثيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 14 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 15 مايو 2003 حدث زيد بن اسلم عن ابيه قال: خرجت مع عمر ذات ليلة حتى اشرفنا على واقم فاذا نار تؤرث بضرام، فقال يا اسلم: اني احسب هؤلاء ركبا يضربهم الليل والبرد، انطلق بنا اليهم، قال: فخرجنا اليهم، فاذا امرأة توقد تحت قدر ومعها صبيان يتضاغون، فقال عمر: السلام عليكم اصحاب الضوء، وكره ان يقول اصحاب «النار»، ادنو؟ فقالت: ادن بخير او دع، قال: ما بالكم؟ قالت: يضربنا البرد والليل، قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون؟ قالت؟ الجوع، قال فما هذه القدر؟ قالت ماء اسكتهم به، الله بيننا وبين عمر، قال: وما يدري عمر؟ قالت: يتولى امرنا ثم يغفل عنا، فأقبل علي فقال: انطلق بنا فخرجنا نهرول حتى اتينا دار الدقيق فاخرج عدلا من دقيق فيه كبة من شحم، فقال اتحمله علي، قلت: انا احمله عنك قال: احمله علي، قلت: انا احمله عنك، قال: انت تحمل وزري عني يوم القيامة؟ لا ام لك، احمله عليّ، فحملته عليه، فخرجنا نهرول حتى القينا ذلك العدل عندها، ثم اخرج من الدقيق شيئا فجعل يقول للمرأة ذري عليّ وانا احركه، يعني اسوطه، وجعل ينفخ تحت القدر، وكان ذا لحية عظيمة، فجعلت انظر الى الدخان يخرج من خلل لحيته حتى انضج فأخذ من الشحم فأدمها به، ثم قال: ابغيني شيئا، فجاءته بصحفة فافرغ القدر فيها، ثم جعل يقول لها اطعميهم، وانا اسطح لك، يعني ابرده لك، حتى أكلوا وشبعوا، ثم خلى عندها فضل ذلك، فقالت له: جزاك الله خيرا انت اولى بهذا الامر من امير المؤمنين قال: قولي خيرا، انك اذا جئت امير المؤمنين وجدتني هناك، ثم تنحى قريبا وربض مربض السبع، فقلت: ان لك شأنا غير هذا، فلم يكلمني حتى رأيت الصبية يصطرعون ويضحكون ثم ناموا فقام وهو يحمد الله ثم اقبل علي فقال: يااسلم اني رأيت الجوع ابكاهم فأحببت ان لا انصرف حتى ارى منهم مثل الذي رأيت. ـ وجه عمر رضي الله عنه الى ملك الروم بريدا فاشترت امرأة عمر، ام كلثوم بنت علي، طيبا بدينار وجعلته في قارورتين واهدته الى امرأة ملك الروم، فرجع البريد بملء القارورتين من الجواهر، فدخل عليها عمر وقد صبته في حجرها فقال: من اين لك هذا؟ فأخبرته فقبض عليه وقال: هذا للمسلمين، فقالت: كيف وهو عوض من هديتين، قال: بيني وبينك ابوك، فقال علي: لك منه بقيمة دينارك والباقي للمسلمين لان بريد المسلمين حمله. وكتب سلمان الفارسي رحمه الله الى ابي هريرة: انك لن تكون عالما حتى تكون متعلما، ولن تكون بالعلم عالما حتى تكون به عاملا. وكتب اليه ايضا: ان نافرت الناس نافروك، وان تركتهم تركوك، فأقرضهم من عرضك ليوم فقرك، وكفى بك ظالما الا تراك مخاصما. ابو صخر abusakher@albayan.co.ae

Email