آخر الكلام ـ يكتبها: مرعي الحليان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 14 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 15 مايو 2003 كنا نقول بالامس ان جهازنا الاعلامي التلفزيوني لا يهتم بما يحصل عندنا، فلا منفعة من ورائه تذكر حينما يتجاهل المنجزات والتفاعلات الحيوية، ولا حينما يغض الطرف متجاهلا دوره التنويري والتثقيفي. كنا فقط نقول ذلك لنذكر.. بالامس تناقلت وسائل الاعلام العربية ومعها المواقع الاعلامية على شبكة الانترنت المعلومة التي تقول ان الطلاق في مجتمعنا يكلف الدولة 800 مليون درهم سنويا، ورغم ان المعلومة قد مرت ضمن خبر صغير يتعلق برعاية الاحداث والاهتمام بهم، الا ان الذين تناقلوا المعلومة داروا حولها .. امامها وخلفها، وتعرضوا لظاهرة الطلاق التي تنتشر عندنا وكيف اننا طورناها حينما اصبحت مدعومة بتكنولوجيا الاتصال عبر الرسائل الالكترونية من خلال الشبكة او رسائل الهاتف النقال. مر الخبر عابرا عندنا، وصار خبرا ملفتا للنظر في الخارج، وليس هنا مربط الفرس، فأي موقع اعلامي يستثيره مبلغ 800 مليون درهم سنوياً تصرفه دولة على ظاهرة الطلاق عندها سيضعه في قائمة الظواهر الغريبة اليومية. لكن الذي نتحدث عنه، ان هذه ظاهرة يجب ألا تفوت على الاعلام الداخلي، وبما أن التلفزيون هو الاكثر التصاقا بالناس، فانه من الاولى ان يتناولها ويبحثها ويخصص لها برنامجا طويلا عريضا يمتد على مدى دورة تلفزيونية كاملة وتصرف من اجل انجاحه وتوصيل اهدافه، والمساهمة في القضاء على الظاهرة الاموال الطائلة. بمعنى آخر: أيّهم أهم، أن نصرف على ثلاثة برامج منوعات واشتري عشرات الاغاني لبثها من خلالها، أو ان نصرف على برنامج يعالج لنا ظاهرة من الظواهر الملحة؟ بالتأكيد العاقل يقف دائما مع الرأي الثاني، لكن هذا لا يحدث، وان حدث فإن مثل هذه البرامج يرمى اليها اتعس المعدين واتعس المقدمين، وتبث في اتعس الاوقات. اننا لا نبالغ حينما نقول إن فضائياتنا طارت عنا ولم تعد الينا، رغم اننا نصرف عليها ملايين الدراهم، فقط لتحمل صوت غيرنا وهم غيرنا، وفرح غيرنا، وفكر غيرنا، وثقافة غيرنا، وغيرة غيرنا. صرف في المستورد ولا شي غير ذلك.. للتنبيه حول موضوع الطلاق.. وهذه ايضا فكرة برنامج مهم! في محاكم دبي يوجد اليوم ما يسمى التوجيه الاسري الذي يعمل ومنذ فترة على حل الكثير من الخلافات الاسرية التي كادت تفضي الى الطلاق، ويقال بأن له الأثر المباشر في تقليل نسبة ظاهرة الطلاق في دبي.. فهل آزر التلفزيون القائمين على هذا المشروع الاصلاحي الحضاري بالتوعية والارشاد واسقاط الضوء على نتائجه الايجابية؟ هل يمكن ان يتكرم التلفزيون ويتنازل عن عليائه لتعميم هذا المنجز؟ مثلا.. يعني.. halyan@albayan.co.ae

Email