كل صباح ـ الجواهر وسمو الروح ـ تكتبها: فضيلة المعيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 14 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 15 مايو 2003 في خطابها الرسمي أثناء حضورها احتفال كلية تقنية الشارقة للطالبات حرصت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة على ان تمنح بناتها الطالبات دروسا غالية عن العلم كأهم محركات البشرية نحو الاستقرار والشعور بالسلام والأمان، وعن الحضارة التي ترى انها لا تعني الصورة الشكلية التي يروج لها البعض في زماننا تلك الصورة التي تهدد الحياة وتؤثر على التفكير والسلوك والنمط المعيشي. ولقد حرصت ـ اطال الله عمرها ـ على ان توضح لبناتها طالبات التقنية «ان الحضارات القائمة على الفكر المنصب في مصلحة البشرية هي التي تبقى وتحقق آثارها عبر الازمنة والعصور». ومن حسن حظي أنني كنت بين المدعوات لحضور حفل تخريج طالبات التقنية فقد استمعت في الخطاب الرسمي للشيخة جواهر الى دور الفكر الساعي الى نهضة المجتمع على أسس راسخة ومتينة واصيلة. لكن الشيخة جواهر ـ حفظها الله ـ لم تكتف بالحضور الرسمي كراعية للاحتفال بل اكدت حضورها الانساني، ذلك الحضور الذي اكتسى بسمو الروح جنبا الى جنب مع سمو المكانة. ففي جلسة اسرية ملأها الود والحنان وظللتها أمومة طاغية نشرت لمساتها في كل أرجاء المكان جمعت الشيخة جواهر بناتها الطالبات عضوات جمعية الرميصاء وهي جمعية خاصة بالمتفوقات من الدارسات بتقنية الشارقة ليدور بينها وبينهن حوار هو درس آخر في السمو الروحي عندما يتزين الانسان بالتواضع ويتحلى بالقدرة على التواصل ويحرص على لغة النصح والارشاد والتوجيه وهو يخاطب جيلا يافعا ينتظر منه الخير كل الخير لصالح الوطن والأمة. هكذا كانت جلسة الأم الرءوم صاحبة المستوى الرفيع الشيخة جواهر وهي تخاطب وتحاور بناتها المتفوقات عضوات «الرميصاء» . من موقعي في الجلسة كنت ألمح اثر اللقاء على ملامح الفتيات واقرأ في عيونهن ثقة بالغد وأملا في المستقبل واسمع على ألسنتهن عبارات الامتنان لشخصية عظيمة جمعت بين سمو المكانة وسمو الروح وهي تجلس وسط امهات الغد تلقفهن من خبرات ومعارف امومتها التي استحوذت على أجواء المكان: عطفاً وحناناً ومودة. ونواصل استعراض ما دار في الجلسة الاسرية حيث حرصت على تأكيد ايمانها العميق بقدرة المرأة على العطاء وانها لا تقل قدرة عن الرجل مما اهلها لأن تتبوأ مكانة عالية وتتولى مناصب قيادية بفضل علمها وكفاءتها وجهدها مشيرة الى افتخارها ببنات الوطن. وحين تخاطب بناتها فان الشيخة جواهر لا تتوانى عن دعوة الفتيات لابراز مواهبهن بل وتمنحهن الوعد برعاية ودعم الموهوبات وصقل مواهبهن وتجدد دعوتها لهن لزيارة الاندية والمؤسسات الثقافية الاخرى للمساهمة في الانشطة والفعاليات التي تقيمها والاستفادة منها. وفي هذا تقول انها قد صدرت توجيهات الى قسم الشئون الثقافية في أندية الفتيات بنقل جانب من انشطتها الى المدينة الجامعية ليستفيد منها اكبر عدد من الطالبات وتعم الفائدة. ومن قلب الأم الرءوم تجدد سمو الشيخة جواهر دعوتها الى الطالبات بالالتزام بالاخلاق الحميدة وان يكون مظهرهن مرآة صادقة تعكس ما بداخلهن مؤكدة ان الرباط الذي يلف رأس الفتاة لا يخنق عقلها وفكرها. وبتواضعها الجم الذي تتميز به قولا وفعلا شددت على ضرورة تحليهن بالتواضع الذي يزداد كلما ارتقى صاحبه في مدارج العلم لان العلم هو سمو ورقي والتواضع تاج العلماء. وتمنت سموها ان تجد الشباب المواطن من الجنسين في كل مجالات العمل والحرف مهما كانت بسيطة ومتواضعة. وحول امل نساء الوطن في العمل البرلماني اشادت بدور السيدات في المجلسين الاستشاري والتنفيذي بالشارقة وقالت ان ذلك بداية وعندما يتم اقرار دخول المرأة الى المجلس الوطني الاتحادي فان لدينا في الشارقة سيدات مؤهلات بعلمهن وجهودهن وعطاءهن وكفاءتهن للمشاركة من منطلق قناعة المسئولين وثقتهم الكبيرة في عطاء المرأة ودورها الوطني. نعم لقد انتهت الجلسة الاسرية التي زينها حضور الشيخة جواهر لكن آثارها سوف تمتد طويلا وبعيدا الى كل نساء الوطن وفتياته فالدروس فيها كثيرة والخير يكمن في كل حرف من حروف الكلمات. Email: fadheela@albayan.co.ae

Email