تراثيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاربعاء 13 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 14 مايو 2003 قال سليمان بن داود عليهما السلام: لا تغش السلطان ولا تقعد عنه. وقالت الحكماء: شدة الانقباض عن السلطان تورث التهمة، وشدة الانبساط تفتح باب الملالة. وقال الاحنف بن قيس: لا تقبضوا على السلطان ولا تهالكوا عليه، فان من اسرف على السلطان اوداه ومن تضرع له تخطاه. وقال المعتصم: ان للسلطان لسكرات، فمنها الرضى عمن استوجب السخط، والسخط عمن استوجب الرضى. ومنه قول الحكماء: خاطر من لج البحر، واعظم منه خطرا من صحب السلطان. وقال ابن المقفع لابنه: لا تعدن شتم السلطان شتما ولا اغلاظه اغلاظا، ان ريح العزة تبسطه في غير بأس ولا سخط. وقال ساميد احد حكماء الفرس: اربعة اشياء ينبغي ان تفسر للفهم كما تفسر للبليد ولا يتكل فيها على ذكاء احد: تأويل الدين واخلاط الادوية، وصفة الطريق المخوف والرأي في السلطان. وقال ابن خالد لبعض اخوانه: تنكر لي هارون الرشيد. فقال: ارض بقليله من كثيره، واياك ان تسخط فيكون السخط منك. وقال الاوزاعي للمنصور في بعض كلامه: يا امير المؤمنين اما علمت انه كان بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم جريدة يابسة يستاك بها ويردع بها المنافقين، فأتاه جبريل فقال: يا محمد، ما هذه الجريدة بيدك اقذفها لا تملأ قلوبهم رعبا؟ فكيف من سفك دماء المسلمين وشق أبشارهم ونهب اموالهم؟ ان المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، دعا الى القصاص من نفسه بخدشه خدشها اعرابيا عن غير عمد، فقال له جبريل عليه السلام: ان الله لم يبعثك جبارا تكسر قلوب رعيتك! يا امير المؤمنين لو ان ثوبا من النار صبّ على مافي الارض لأحرقه، فكيف بمن يتقمصه؟ ولو ان ذنوبا من النار صب على ما في الارض لأحرقه، فكيف بمن يتجرعه؟ ولو ان حلقة من سلاسل جهنم وضعت على جبل لذاب، فكيف بمن يسلك فيها ويرد فضلها على عاتقه؟ أبو صخر abusakher@albayan.co.ae

Email