إلى اللقاء ـ أسلحة دمار يا أولاد الحلال! ـ بقلم: عادل دندراوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الخميس 7 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 8 مايو 2003 غريب أمر المحتلين والحاكمين على غير هوى الشعوب في كل زمان ومكان فهم دائماً «المؤمنون» بحقوقهم والرافضون لها هم «الكافرون» من وجهة نظرهم بكل تأكيد. فالأميركيون انتفشت صدورهم وأعلنوا «ام الانتصارات» العسكرية على شعب هيأوه للقتل منذ اكثر من 13 عاما وخربوا جسده حتى اعتلت صحته واصبحت السكين لازمة وضرورية فابتلى الجسد العربي كله «بأم النكبات»، واكتشفنا اننا عراة امام الحادث الجلل لا نعرف ماذا نفعل فازداد خطابنا وهناً وضعفاً ونريد ان نزيح العار عن رؤوسنا ونثبت اننا لسنا أمة رخوة، فأصبحنا عاجزين حتى عن الدفاع عن انفسنا ودحض الاباطيل الاميركية والبريطانية اي مزاعم «العلوج» و «الطراطير» في حربهم باسم «الحرية» ضد الاطفال والنساء والشيوخ فحق على اميركا ان تطلق على نفسها دولة «العار» كما قالها احد السياسيين الاميركيين المعتدلين. والاميركيون لم يكن لديهم وقت لغزو العراق وقتل اطفاله فكان بوش وكأنه على صفيح ساخن لا يهدأ الا برؤية الدماء والامر العجيب الآن هو ان الوقت كبير وما زال مفتوحا امام العثور على اسلحة الدمار الشامل العراقية. والمفارقة ان اطفال العراق يلعبون الان على صواريخ جاهزة للانطلاق والاميركيون لا يبالون بها بل ان منشآت نووية عراقية للاغراض السلمية تعمد الأميركيون ان يتركوها سلبا ونهبا، علها تقتل الاف العراقيين، فهذا دائما افضل لهم ولا عجب ان الذخائر التي تنفجر كل يوم هي ايضا امر متعمد، والطراطير شاركوا العلوج ايضا في مزاعمهم فقد قال السفير البريطاني بالقاهرة جون سوارير ان اكتشاف اسلحة الدمار الشامل بالعراق مسألة وقت وان النظام السابق كان بارعا في اخفائها او تدمير جزء منها على حد قوله ولم يجد السفير من يلقنه درسا لمزاعمه ولم يجد من يردعه لكنها آفة الاحتلال التي تجعل دائما المحتل ينقاد وراء اباطيله والآن يجوب الاميركان شوارع العراق ينادون الاهالي بالتعاون عن اسلحة دمار يا ولاد الحلال وسيكون له مكافأة مجزية. اما العجب العجاب فهو ان اسرائيل «ام النوويات» التي تنام على ترسانة هائلة من الاسلحة الفتاكة لشعوبها المجاورة والشعوب العربية، لم تلتفت لها اميركا ولم تذهب وتعمل بنصيحة المطرب الشعبي المصري شعبان عبد الرحيم لتفتشها كما فتشت العراق ـ فهي الآن تترأس مؤتمرا دوليا لحظر اسلحة الدمار الشامل في مقر الامم المتحدة «الاميركية» !! حقا انها «ام العجائب» .. ومن يهن يسهل الهوان عليه وكلما ازداد الظهر انحناء كلما ازداد لهيب السياط.

Email