خواطر ـ عزيز انت أيها الوطن ـ بقلم: ابراهيم الهاشمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 4 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 5 مايو 2003 لا أعرف كيف يتحمل الناس البعاد، كيف يهاجرون تاركين اوطانهم لحياة تبدأ بمعطيات جديدة خصوصا اذا كانت الهجرة والتغرب بعد عمر طويل على أرض الوطن، اعلم انهم في هجرتهم من بعض البلاد يكونون فارين من ظلم يجتاح البلاد والعباد وطغيان أعمى يجبرهم على الرحيل علي مضض اما هربا من سفاح ظالم او بحثا عن القوت والحياة الكريمة او عن كرامة العيش وفي الغربة ولو كانت قصيرة تتداعى عليك الخواطر والذكريات والاحلام والايام الخوالي بحلوها ومرها عهدا تسعد بتذكره واسترجاعه، فتعود لتذكر حتى جدران البيوت وحيطانها.. تشتاق لتراب الازقة وغبارها ويستلذ انفك بمطاردة اية رائحة تذكرك بعبق الوطن ومعطياته وتبحث بين الوجوه عن وجه تعرفه يحمل قسمات ذلك الوطن البعيد وسحنته، كأمل مفقود تبحث عنه بين جنبات الحياة ترهف السمع بصوت له نبرة تعيدك الى ذلك الكيان الذي فارقته وكأنه فراق الروح للجسد، سواء كنت طائعا مختارا او مضطرا مجبرا، المهم ان كنت مختارا فالموعد قريب والاياب آت لا محالة، ولكن الاصعب ان كنت مضطرا مجبرا، فوا مصيبتاه يستبد بك ذلك الشعور بالفقد، يصبغ حياتك، وكم قرأنا من كتابات واشعار المغتربين ما يدل على ذلك الحنين الذي يفوح في اغلب ابداعهم ولا ينقطع الا بانقطاعهم عن الحياة من على هذه الارض. كم عزيز انت ايها الوطن... نهارك غير النهارات كلها وليلك غير الليل في كل الدنيا وترابك غير الارض كلها.. احبتى لقد استبد الشوق وفاحت مطلة بوادره بحنين يضرب جوانب القلب والشعور، فالعيش بينكم يساوي الدنيا بمافيها فتعود «شيطنة» الصغار المزعجة اهازيج لها طعمها الاخاذ وتمر كل الشوارع والازقة على البال جميلة رائقة، كل النخيل بشموخه والبحر باتساعه وعطائه والحر والبرد والجلسات الصديقة الحميمة كل قفشات الاصدقاء وكل ذلك الملل الذي ينتابنا سواء في العمل او الزمن تحول الى عنصر يغذي الشوق اليكم والى الديار فأعد لحظاتي وثواني وكأنها بدونكم فقد غير محسوب من العمر والحياة انني اشتاقكم جميعا جميعا فما أصعب فراقكم وكم عزيزا انت ايها الوطن. ibrahimroh@yahoo.com

Email