رأي البيان ـ قطع الطريق.. على «خريطة الطريق»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاثنين 4 ربيع الاول 1424 هـ الموافق 5 مايو 2003 المنتصر «الثاني» في الحرب على العراق بعد الولايات المتحدة هو «الكيان الصهيوني النازي» كما يعرف كل العرب. هذا الانتصار جاء إلى الصهاينة دون ان يطلقوا رصاصة واحدة. فقد انجزه الاميركيون بالنيابة عن اليهود في «إسرائيل» والعالم. ومع ذلك، فانه في ظل هذا الانتصار الذي يوفر للدولة العبرية الاستعمارية «الأمن التام» على حدودها الشرقية، لايبالي حكام تل أبيب بارضاء واشنطن او عدم ارضائها. بل انهم يقولون علناً: «نحن لن ندفع أي ثمن للحرب على العراق» ويقصد الإسرائيليون بذلك «خريطة الطريق» التي يرفضها الكيان الصهيوني بشكل غير مباشر بل ويسعى إلى نسفها. فالسفاح الكبير ارييل شارون يتمسك بادخال 15 تعديلاً عليها هدفها اعاقة قيام دولة فلسطينية عام 2005 طبقاً لما جاء في بنود «الخريطة». لقد قيل ان الولايات المتحدة تسعى إلى اعطاء شرعية دولية لخريطة الطريق التي تحظى بدعم كامل من الاتحاد الأوروبي. ولأن الإسرائيليين اعتادوا عدم الالتزام بأي اتفاق، فانهم يخططون لاجبار الولايات المتحدة المتحمسة للخريطة ـ على عدم ممارسة أي ضغط سياسي على «إسرائيل»، وهو ما يعني في نهاية المطاف نسف أي فكرة تدعو لاقامة دولة فلسطينية مستقلة. لقد كلف السفاح شارون احد معاونيه وهو الصهيوني العنصري «بني الون» وزير السياحة الإسرائيلي بالتوجه إلى الولايات المتحدة لاقناع واشنطن بالتخلى عن دعمها لـ «خريطة الطريق». واصدر «الون» بياناً نشر في الولايات المتحدة اول امس قال فيه انه لا يعتبر «خريطة الطريق» بداية موفقة لحل النزاع في المنطقة، وانه يريد ان يبلغ الأميركيين بأن وجود إسرائيل في الضفة الغربية ليس مؤقتاً على حد تعبيره! وفد «الون» كما يقال لن يجري محادثات مع مسئولين في الإدارة الأميركية لأن البيت الأبيض او الحكومة الأميركية ـ كما تعودنا ـ ما هي إلا اداة لتلبية ما يمليه اللوبي الصهيوني على حكام واشنطن. الوفد الإسرائيلي كما هو مقرر له سيجتمع مع زعماء الكونغرس وبعض الشخصيات البارزة المؤثرة في القرار السياسي في واشنطن. لقد اختار شارون المدعو «الون» لأنه الاكثر حماساً في حكومته لنسف مشاريع السلام». ويركز الكيان الصهيوني الآن على اللوبي الموالي لليهود وإسرائيل داخل وخارج الكونغرس. وكل المؤشرات تدل على ان «خريطة الطريق» قد تصبح حبراً على ورق اذا لم تتجرأ الإدارة الأميركية وتقول لا لضغوط إسرائيل. وبدون ضغط أميركي على إسرائيل ـ وليس العكس ـ لا أمل في السلام.

Email