رأي البيان، كارثة إنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

السبت 3 صفر 1424 هـ الموافق 5 ابريل 2003 في الوقت الذي تدخل فيه الحرب على العراق مرحلة حاسمة ـ كما تتناقل الأنباء ـ يتزايد الخطر على شعب العراق الشقيق الذي يدفع وحده ـ حتى الآن ـ ثمن هذه الحرب المدمرة. لقد دقت المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمات الاغاثة ناقوس الخطر، فشبح كارثة إنسانية مخيفة يخيم على أجواء العراق. إذ أعلن الناطق باسم منظمة الصحة العالمية «إيان سمبسون» أمس في جنيف أن مليوناً ونصف المليون من سكان جنوب العراق ـ فقط ـ محرومون من مياه الشرب. كما أنه في ظل التصعيد العسكري الخطير حول العاصمة العراقية، ستواجه بغداد نفس المشكلة وهي نقص المياه التي سبقها الآن انقطاع التيار الكهربائي بالمدينة. ان كل شخص يحتاج كما تقول منظمة الصحة العالمية إلى تسعة لترات من الماء يومياً لتغطية احتياجاته الاستهلاكية والصحية، وان لم يحصل سكان جنوب العراق أو العاصمة ـ أو غيرهم من المتضررين من الحرب ـ على هذه الكمية، فهناك مخاطر جدية تهدد حياتهم. لقد بدأت منظمة الصحة العالمية تكشف عن اصابات بين سكان العراق المحرومين من المياه، ومنها حالات اصابة بالاسهال. ولا تستبعد المنظمة أن يتفاقم الخطر. إننا نرى شعب العراق الصامد أمامنا وهو في حالة يرثى لها. ولم نسمع حتى الآن عن تحرك عربي جاد لانقاذ شعب العراق من كارثة إنسانية، وما نقصده التحرك لإغاثة المنكوبين والمتضررين من الحرب. وكل ما نسمعه هو بيانات أشبه ببرقيات تعاز، ان المطلوب تحرك عاجل لحماية أطفال ونساء العراق وتوفير الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية، وسيكون عاراً علينا مالم نتحرك لحماية جيل كامل من الموت، لقد شعر أشقاؤنا في العراق أن أمتهم العربية عجزت عن انقاذهم من الحرب المشتعلة الآن. لم نستطع أن نجنبهم ويلات الدمار، فهل يصح أن نظل صامتين ونحن نراهم بلا مياه وبلا حد أدنى من متطلبات المعيشة اليومية؟ لقد وجهت المنظمات الدولية نداءات لإغاثة الشعب العراقي. ومن المؤسف أننا لم نسمع ان هناك خطة عربية مشتركة لإنقاذ العراقيين من الموت جوعاً وعطشاً.

Email